اولاً: العلم عزيز، لاأريد أن أذلّه.. وأريد أن أريكم أن من أهل العلم من لايتنزل للدنيا، ولايجعل صنعة العلم وسيلة العيش، وأن الطلاب ليسوا متسولين ولا شحاذين.
ثانياً: اريد ان انصح فعلاً بعض الموظفين الذين يظهرون الاهمال والكسل في وظيفتهم ولا يقنعون بمرتّباتهم فلا تمسك تلك المرتبات ايديهم عن اكرام الضيوف.
ثالثاً: بعض الرؤساء الذين انقطعت مجاري وارداتهم الظالمة يزلّون الى ظلمات الظلم بفتحهم ابواب مصاريف واسعة جداً، فأريد أن أبيّن لهم طريقاً لسد تلك الأبواب.
رابعاً: أريد أن أريكم مقياساً تقيسون به من يسيح فيما بينكم ويجول، أهُم يقومون بهذا العمل لأجل الملّة أم لهوى أنفسهم؟ فأبيّن بذلك محكّاً بين الحيلة والحمية.
س: تصبح بهذا مانعاً لإحسان الناس، ألا ينتج هذا استخفافاً بسخاوتهم؟
ج: الإحسان انما يكون إحساناً حقاً إن كان للنوع او للمحتاج أو الفقير، وعنده يكون السخاء سخاءً حقاً، واذا كان السخاء لأجل الأمة، أو للفرد الذي يتضمن الأمة، فهو سخاء جميل، ولكن ان كان لغير المحتاج يعوّده الكسل والتسوّل.
والخلاصة: ان الأمة باقية، بينما الفرد فانٍ.
س: [ما تقول في الاحسانات الشخصية في السلف، أمناء الأمة، ورشدائها، وسيوف الدولة وصلاحها... تجلت العبوسية بمكارمها باهداء عشرة دنانير لشعرٍ لايوزن شعيرة].
ج:(1) [فيه مافيه... مع انها بالنهاية قد انجرّت الى النوع والملّة، لأن اللسان الذي خَدَمه الشعرُ خيط الملّية، مع أن هذا الزمان هو الذي كشف عن احتياج الملّية وفتح الباب لهذا المقصد العالي].
س: ان الرؤساء المتغلبون، قد تهاووا، وأوصد باب الظلم دونهم، دع الساقطين وشأنهم، واترك الذين يعانون السكرات، يتمّوا سكراتهم...
ج: انني أريد ان أحفّظَكم سنّة الحرية الشرعية حتى يمتثلوها ماداموا على قيد الحياة. نعم، لقد تساقط الرؤساء الذين تربَّوا بقوة الاستبداد وحدها، وهم يستحقونه، الاّ أن فيهم حماة.
------------------------------------------------------------
(1) هذه العبارة نابعة من مصنع الموضوع ولابسة ما اهدي اليه من الأسلوب المحلّي - المؤلف.