س: ما تطلب من الشيوخ الحاليين؟.
ج: الإخلاص الذي يترنمون به دوماً، والجهاد الأكبر الذي يرابطون في التكايا التي هي معسكرات معنوية بالطريقة، التي هي جندية روحانية فيها.. وترك التزام النفس وترك المنافع الشخصية الذي هو معنى الزهد، الذي هو شعارهم.. والمحبة التي يدعونها وهي جوهر مزاج الاسلام. ها هم قد أخذوا منا اجرتهم باستخدامنا، فالآن نطالبهم بالعمل وهو دَيْن في رقابهم.
س: كيف يكونون؟
ج: اِما أن يولّوا وينصرفوا عنّا أو يرفعوا العناد والغيبة والانحياز فيما بينهم، لأن قسماً من المتشيخين المبتدعين قد تسببوا في تشكيل فرقٍ من أهل البدع والضلالة.
س: كيف يمكن أن يتحدوا ويتفقوا فيما بينهم، وبعضهم ينكر على بعض. وتحرم في قواعدهم ودساتيرهم محبة المُنكِر، بل حتى الأنس به، فلا ريب أن مسألة الانكار مسألة مهمة؟!.
ج: وعلى هذا فلي الحق اذاً أن أخاطب بما يأتي: ايها الحمقى أما سمعتم أو أما علمتم ان الآية الكريمة ﴿انما المؤمنون إخوة﴾(الحجرات:10) ناموس إلهي، وهل تعاميتم عن الدستور النبوي الكريم (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)؟(1).
فيا للعجب... كيف تتمكن أن تنسخ مسألة الانكار هذه - الواهية المترددة بين الصدق والكذب - هذين الأساسين العظيمين الضروريين، ألا إن مسألة الانكار ليست بكلام الله تعالى حتى لاتقبل النسخ.. أما علموا أن الزمان قد نَسَخَ ذلك الانكار بفتوى غلبة ضرّه على نفعه، والعمل بالمنسوخ لايجوز؟.
س: ألا يمكن أن يكون العداء فيما بينهم لرؤية بعضهم من بعض أفعالاً غير مشروعة؟.
ج: عجباًَ ! بأى وجه حق، وبأي انصاف وبأي سبب تغلبت أسبابُ العداء الناشئة من تصرفات غير مشروعة واهية كحجج الصبيان، وترجحت على
-----------------------------------------------------------
(1) رواه مسلم في كتاب الايمان: 71 والبخاري في الايمان: 7 .