مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 27
(1-45)

ألا ترون -بحَيرة شديدة- أن غير المسلمين قد سرقوا الكلمة البيضاء والخصلة الحمراء كأمثال:- "ان مُتّ أنا فلتسلم دولتي ولتحيا أمتي واحبّتي" التي هي أس أساس الكمال والرقي والتقدم الحاضر، بل هي مقتضى الدين المبين، ذلك لأن فدائييهم يقول "ان متّ فلتحيا أمتي، انّ لي فيها حياة معنوية..." علماً أن الكلمة الحمقاء والسجية العوراء التي هي أساس الذلّ والأنانية هي التي تقودنا وقد شلّت همتنا وهي التي تتمثل بالعبارة الآتية [اذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر..]...
وهكذا فان أفضل خصالنا ومقتضى ديننا هو أن نقول، بروحنا وجسدنا ووجداننا وفكرنا وبكل قوانا: "إن متنا، فأمتنا الاسلامية حية، وهي باقية خالدة فلتحيا أمتي ولتسلم، وحسبي الثواب الأخروي فان حياتي المعنوية التي في حياة الأمة تحييني وتعيّشني، وتجعلني في نشوة ولذة في العالم العلوي، فينبغي أن نجعل الدساتير النورانية للنور والحميّة لنا دستوراً مردّدين: [والموت يوم نوروزنا].
س: كيف نجمع قوتنا ونحافظ على شرف الملّة الاسلامية؟(1).
ج: احفروا بالفكر الملّي في جوف الأمة حوضاً للمعرفة والمحبّة -كحوض الكوثر- وسدّوا بالمعارف والعلوم ثغرات تحتها يسيل منها الماء، وافتحوا بالفضيلة الاسلامية المسايل التي تصب الماء فيه. هناك نبع كبير ضائع أسئ استعماله الى يومنا هذا فجرى في الأرض السبخة الرملية فما أدّى الاّ الى ترعرع متسولين عجزة.. فشيّدوا مجرىً جميلاً له وصُبوا الماء بالمساعي الشرعية الى ذلك الحوض ثم اسقوا بستان كمالاتكم به، فهذا نبعٌ لاينضب ولاينفد ابداً.
س: ما ذلك النبع؟.
ج: الزكاة، فانتم أحناف وشوافع.
س: [حبذا ونعمت ان لم تذهب غائضه، بل فاضت الى تلك الخزينة](2).
ج: [أجل أن فيكم ذكاوة انما تتزاهر بالزكاة].
س: كيف؟.
ج: لو أعطى الأذكياء زكاة ذكائهم، وصرف الأغنياء ولو زكاة زكاتهم لمنفعة الأمة، لتسابقت امتنا مع الأمم الأخرى.
س: ثم ماذا؟ 
-------------------------------------------------
(1) لقد ورد الى القلب أنه: يمكن أن تكون هذه الدروس التي ألقيت قبل خمس واربعين سنة على العشائر البدو دروساً الآن لطلاب النور الحاليين أيضاً - المؤلف.
(2) لا تمتعض ان هذا الكلام قد لبس لبوس الزكاة - المؤلف.

لايوجد صوت