التعصب لمسلكه ونظره السطحي لمسلك الآخر، انساق الى الافراط والتفريط، ففرّط هذا بتضليل ذاك، وأفرط ذاك بتجهيل هذا.
الخلاصة: ان الاسلام لو تجسّم لكان قصراً مشيداً نورانياً ينور الأرض ويبهجها فأحد منازله "مدرسة حديثة"، واحدى حجراته "مدرسة دينية"، واحدى زواياه "تكية"، ورواقه مجمع الكل، ومجلس الشورى، يكمل البعض نقص الآخر.. وكما أن المرآة تمثل صورة الشمس وتعكسها فهذه المدرسة الزهراء ستعكس وتمثل أيضاً صورة ذلك القصر الإلهي الفخم في البلدان الخارجية.
يا أيها الاشراف! اخدمونا كما خدمناكم والاّ... يا أهل الحكومة الذين تدّعون الوصاية علينا بعدم بلوغنا سن الرشد كما تظنون أمّنوا وسائل سعادتنا كيما نطيعكم، وإلاّ.. يا اعضاء الاتحاد والترقي القدماء يامن تعهّدتم وتحمّلتم بحق الواجب الاجتماعي للأكراد والأتراك حسناً فعلتم وقمتم بهذا المزج، فان احسنتم فحسناً وإلاّ.. [فردّوا الأمانات الى أهلها](1).
س: هناك عتاب كبير على العلماء حتى...
ج: انه ظلم عظيم وعدم انصاف شديد.
س: لماذا؟
ج: لأنه حماقة كحماقة من يهب وجوداً على ذنب صدر من العدم.
س: ماذا تعني؟.
ج: ان إدانة العلم، بذنب ناشئ من عدم الحلم، لشخص -اقترن علمه بعدم الحلم- كم هي حماقة وبلاهة، كذلك فان إدانة العلماء المساكين -وهم المرشدون دوماً الى قدسية الاسلام وسمّوه، والمبلّغون لأحكام الدين، حسب طاقاتهم والذين يستحقون اكثر احتراماً ومحبة ورحمة في الوقت الحاضر- ادانتهم بذنب وخطأ ناشئ من عدم وجود علماء بمستوى لائق لهذا العصر، ثم القاء ذلك الذنب وتلك الخطيئة على كاهل هؤلاء المساكين، ان لم تكن هذه حماقة اعظم وبلاهة اكبر فما هي اذن؟ !...
نعم، ان الضرر لم يصبنا من "وجودهم" بل من "عدم وجود" ما نبتغيه من العلماء الأفذاذ، لأن اغلب الأذكياء قد اتجهوا الى المدارس الحديثة والأغنياء لم
------------------------------------------------
(1) تنبيه: يا اعضاء الحكومة وأهل السياسة الذين تعدّون أنفسكم من الخواص، لاتسلّوا أنفُسَكم بالاستناد الى هذا الكتاب الذي يخاطب العوام ويلقنهم الدروس في تحطيم اليأس لأن سوء استعمالكم أسوأ تأثيراً من سوء فهمهم، لكي ارشدكم جعلتُ الزمان وكيلاً، فلم تعيروا الى درس الزمان بالاً، فذقتم صفعة تأديبية- المؤلف.