مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 42
(1-45)

يتنازلوا الى نمط المعيشة في المدرسة الدينية، والمدرسة نفسها - لعدم وجود الانتظام وفقدان الاستزادة من العلوم وانقطاع سبل التخرج - لم تتمكن تهيئة علماء بمقتضى هذا العصر، احذروا! ان كره العلماء وبغضهم خطر عظيم(1).
س: فان كانت نيتك خالصة توفّق وقليل من يخلص النية، فانظر الى نيتك.
ج: لله الحمد ولا فخر(2).. ان عناصر الأغراض الشخصية ومصالحها المخلّة باخلاص النيّة - من نسب ونسل وطمع وخوف - لاتعرفني ولا أعرفهن، بل لا أريد ان أتعرّف اليهن، ذلك لأني لست صاحب نسب شهير كي أجدّ في صون ماضيه، ولست صاحب اولاد كي أسعى لضمان مستقبلهم. ولكن لي جنون - أيّ جنون - حتى أعْجَزَ المحكمة العسكرية بهيبته ورهبته في علاجه، ولي جهل مطبق - وايّ جهل - حتى جعلني أمياً لا أستطيع قراءة المكتوب على الدينار والدرهم. أما التجارة الأخروية... فقد آليت على نفسي ألاّ أتراجع عن طريقي التي أسلكها ولو ضيّعت فيها رأس مالي. واني على خسارتها منذ الآن، اذ أسقط في آثام كثيرة... فلم يبق الاّ الشهرة الكاذبة... ولقد مللت منها، وأهرب منها. لأنها تحمّلني مالايمكن أن اتحمله من وظائف..
س: لِمَ تحسن الظن -كلما امكنك ذلك - بحكومة المشروطية وأفراد "جون تورك" غير الملحدين؟.
ج: لانكم تسيئون الظن بهم كلما تيسّر لكم ذلك، فأنا أحسن الظن بهم، فان كانوا بمثل ما أقول فبه ونِعمَ، والاّ فانا أرشدهم الى الصواب كي يسلكوه.
س: ما رأيك في الاتحاد والترقي؟.
ج: مع انني أثمّن قيمتهم الاّ انني اعترض على الشدّة التي يزاولها سياسيوهم(1) واهنئ - في الوقت ذاته واستحسن - الى حدٍّ ما- فروعهم وشعبهم الاقتصادية والثقافية ولاسيما في الولايات الشرقية.

 سؤال: ما الذي ألقانا في غياهب الضياع واقعدنا عن معالي الامور؟
الجواب:
 --------------------------------------------------------------------------
(1) يا أهل المدارس (الدينية): لاتيأسوا ان العلوم الدينية والعلوم الحديثة في الوقت الحاضر هما المسيطرتان. وان طريق التقدم والرقي سيكون بالعلم وبانواعه كافة، وسوف يرتقي أرفعه واعلاه الى أسمى طبقة - المؤلف.
(2) ان التحدث بنعم الله ضرب من الشكر، مثلما يحدّث الشيخ عن كرامته شكراً لنعم الله عليه - المؤلف.
(1) يظهر الظلم عند عدم توزيع العدالة توزيعاً عادلاً. فلا يمكن جرح شعور ألف من الناس لأجل شخص واحد. فالشدة شيء والحمية شيء آخر، اذ لو التزم مغرورٌ معجب بنفسه الحقَّ، يسوق الكثيرين الى الباطل، وربما يرغمهم عليه (بما يستعمل من شدة) - المؤلف.

لايوجد صوت