سنوحات | افادة مرام | 29
(1-39)

مظهراً محبته وتبجيله للقرآن. فتكون محبته للقرآن لكونه قرآناً. ولكن لو اتخذه ترساً تجاه القوي، فانه يثير غضبه بدلاً من ان يحرك غيرته لحمايته.
فمن يحرم القرآن من خادم قوي ويجعله في يد ضعيف، حتى اذا سقط سقط معه ايضاً، فهذا يعني انه يحب القرآن لنفسه لا للقرآن.
نعم ، ان خدمة الدين وسوق الناس اليه انما تكون بالحث على الالتزام وتذكير اصحابه بوظائفهم الدينية. وبخلاف ذلك، فان مخاطبتهم بانكم ملحدون، يسوقهم الى التعدي.
ألا لا يُستغل الدين في الداخل في الامور السلبية التخريبية. ولقد رأيتم الاعتداء على الشريعة بظن ان الخليفة الذي دام حكمه ثلاثين سنة قد اُستغل في اجراءات سياسية سلبية. تُرى من الذي يستفيد من آراء السياسيين السلبيين الحاليين؟ أتعرفونهم؟.. انني ارى انهم الخصم اللدود للاسلام، الذي غرز خنجره في قلب الاسلام.
قالوا:
كنت تعارض الاتحاد والترقي، الاّ انك تسكت عليهم الآن.
قلت: لكثرة هجوم الاعداء عليهم.
ان هدف الهجوم الذي يشنه الاعداء هو العزم والثبات اللذان يتحلون بهما وعدم كونهم وسيلة لتنفيذ مآرب الاعداء في تسميم افكار المسلمين. وهذا من حسناتهم.
انني ارى ان الطريق طريقان؛ ككفتي الميزان. خفة احداهما تولد ثقل الاخرى.
فأنا لا اصفع انور(1) بجانب "انترانيك"(2)، ولا اصفع "سعيد حليم"(3) بجانب "فنزيلوس"(4). وفي نظري ان الذي يصفعهما سافل منحط. 
-----------------------------------------------------
(1) انور باشا: (1881 - 1922) كان وزيراً للحربية في حكومة الاتحاد والترقي سنة 1913 هرب الى المانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى ومنها الى تركستان وشكل جيشاً لمقاومة الروس واستشهد في احدى المعارك.
(2) انترانيك: رئيس منظمة الطاشناق الارمنية، أشغل الدولة العثمانية مدة طويلة من الزمن بعدد من ثوراته ضد الدولة.
(3) سعيد حليم: (1863 - 1921) كان رئيساً للوزراء عندما كان انورباشا وزيراً للحربية. أدين مع (67) من رفقائه باقحامهم الدولة العثمانية في الحرب العالمية. فنفي على اثره الى جزيرة مالطه، وظل فيها سنتين، ثم التجأ الى ايطاليا حيث حظر دخوله الى تركيا ومصر اذ كانت تحت الاحتلال البريطاني. اغتيل في 6/1/1921 بيد شخص ارمني قرب روما.

لايوجد صوت