سنوحات | افادة مرام | 27
(1-39)

قلت :
مقدمتها اهمالنا لثلاثة اركان من اركان الاسلام؛ الصلاة ، الصوم، الزكاة. اذ طلب منا الخالق سبحانه ساعة واحدة فقط من اربع وعشرين ساعة لأداء الصلوات الخمس فتقاعسنا عنها . فجازانا بتدريب شاق دائم لاربع وعشرين ساعة طوال خمس سنوات متواليات. اي ارغمنا على نوع من الصلاة.. وانه سبحانه طلب منا شهراً من السنة نصوم فيه رحمة بنفوسنا، فعزّت علينا نفوسنا فأرغمنا على صوم طوال خمس سنوات، كفّارة لذنوبنا. ونه سبحانه طلب منا الزكاة عُشراً او واحداً من اربعين جزءٍ من ماله الذي انعمه علينا، فبخلنا وظلمنا. فأرغمنا على دفع زكاة متراكمة. فـ" الجزاء من جنس العمل".
اما ثوابنا العاجل، فرفعُه سبحانه وتعالى خُمس هذه الامة المذنبة - اي اربعة ملايين منهم - الى مرتبة الولاية ومنحهم درجة الشهادة والمجاهدين. فالمصيبة العامة الناشئة من خطأ العامة ازالت ذنوب الماضي.
فقال احدهم ايضاً:
- إن كان آمراً بخطأٍ ألقى الامة الى الهلاك؟
قلت:
- ان المصاب يرجو الثواب. فإما ان تُعطى له حسنات الآمر الذي ارتكب الخطأ، وهي لا تعدّ شيئاً. او تعطيه خزينة الغيب. وثوابه في مثل هذه الامور من خزينة الغيب هي درجة الشهادة والمجاهدين.
رأيت ان المجلس قد استحسن هذا الكلام. وانتبهت من النوم من شدة انفعالي. ووجدت نفسي في الفراش مشبّكاً يديّ، يتصبب مني العرق.
وهكذا مضت تلك الليلة.

وفي اليوم نفسه والامل يطفح مني ذهبت الى مجلس آخر، مجلس دنيوي فسألوني.
- لِمَ لا تتدخل بالسياسة منذ مجيئك؟
قلت : اعوذ بالله من الشيطان والسياسة.

لايوجد صوت