سنوحات | افادة مرام | 7
(1-39)

الى وقوعات، لتثمر قابلياتها حتى تأخذ شكل شجرة الزقوم، وذلك لينـزل التنفير والانزجار الى اعماق النفس. وهو المطلوب. وهكذا تكون بلاغة الارشاد.
ثالثتها: قد تظهر القضية المطلقة احياناً قضية كلية، وقد تظهر القضية الوقتية المنتشرة في صورة قضية دائمة. بينما يكفي لصدق القضية وصحتها -منطقاً- اذا ما نال فرد في زمان معين حكماً. اما اذا صارت كمية ذات اهمية فعندها تكون القضية صحيحة عرفاً.
ان في كل ماهية افراداً خارقين، او فرداً في منتهى الكمال لذلك النوع، كذلك لكل فرد زماناً خارقاً لظروف وشرائط عجيبة بحيث ان سائر الافراد والازمنة بالنسبة لذلك الفرد الخارق والزمان الخارق تكون بمثابة ذرات لاقيمة لها او كاسماك صغيرة بالنسبة للحوت الضخم.
وبناء على هذا السر الدقيق فان الجملة الاولى رغم انها قضية كلية ظاهراً فانها ليست دائمة. الاّ انها تضع امام انظار البشر ارهب قاتل من حيث الزمان.
نعم ، سيكون زمان تسبب فيه كلمة واحدة توريط جيش كامل في الحرب، وطلقة واحدة إبادة ثلاثين مليون نسمة وكما حدث.(1)
وستكون هناك احوال بحيث ان حركة بسيطة تسمو بالانسان الى اعلى عليين ، وفعل صغير يرديه الى اسفل سافلين.
فهذه الحالات التي هي قضايا مطلقة او منتشرة زمانياً تؤخذ بنظر الاعتبار لنكتة بلاغية عظيمة.
فالافراد العجيبون والازمنة العجيبة تُترك على الاطلاق والابهام. فمادام الولي في الناس وساعة الاجابة في الجمعة وليلة القدر في شهر رمضان واسم الله الاعظم في الاسماء الحسنى والأجل في العمر، مجهولاً، سيظل لسائر الافراد قيمتهم واهميتهم. بينما اذا تعيّن اولئك الافراد وتلك الازمنة تسقط أهمية سائر الافراد والازمنة. فان عشرين سنة من عمر مبهم افضل من ألف سنة من عمر معلوم النهاية. حيث الوهم يمتد الى الابدية ويجعلها محتملة الوقوع فتقنع النفس في العمر المبهم. بينما في العمر المعين يكون كمن يتقرب الى الاعدام خطوة خطوة بعد مضي نصف العمر.
تنبيه: 
-------------------------------------------------------------
(1) لقد كانت طلقة جندى اطلقت على ولي عهد النمسا سبباً في اشعال نار الحرب العالمية الاولى التي ذهب ضحيتها ثلاثون مليون نسمة. - المؤلف

لايوجد صوت