فالايجابي ينتعش بنمو الشفقة على بني الجنس التي تدفع الى التعاون والتعارف.
اما السلبي فهو الذي ينشأ من الحرص على العرق والجنس الذي يسبب التناكر والتعاند. والاسلام يرفض هذا الاخير.
﴿وما من دآبة في الارض الاّ على الله رزقها﴾ (هود:6)
الرزق ذو اهمية عظيمة كاهمية الحياة في نظر القدرة الإلهية، اذ القدرة هي التي تُخرج وتوجِد الرزق، والقَدر يلبسه اللباس المعين، والعناية الإلهية ترعاه.
فالقدرة الإلهية - بفعّالية عظيمة - تحوّل العالم الكثيف الى عالم لطيف. ولاجل أن تكسب ذرات الكائنات حظاً من الحياة فانها تعطيها الحياة بادنى سبب وبحجة بسيطة، وبالاهمية نفسها تحضر القدرة الرزق متناسباً مع انبساط الحياة.
فالحياة محصّلة مضبوطة اي مشاهدة محدّدة، اما الرزق فغير محصّل -اي لايحصل آنياً- وانما بصورة تدريجية ومنتشرة تدفع الانسان الى التأمل فيه.
ومن وجهة نظر معينة يصح أن يقال: انه ليس هناك موت جوعاً. لان الانسان لا يموت قبل ان ينتهي الغذاء المدخر على صورة شحوم وغيرها.
اي ان المرض الناشئ من ترك العادة هو الذي يسبب موت الانسان وليس عدم الرزق.
﴿وان الدار الآخرة لهي الحيوان﴾(العنكبوت:64)
الحياة الحقيقية انما هي حياة الآخرة، فذلك العالم هو عين الحياة، اذ لا ذرة من ذراتها الا نابضة بالحياة، ولا تعرف الموت اطلاقاً.
ودنيانا حيوان ايضاً؛ اذ ان كرتنا الارضية اشبه ما تكون بكائن حي. لان آثار الحياة ظاهرة عليها. فلو فرضنا انها صغرت بحجم البيضة، اما كانت حيواناً؟ او ان جرثومة صغيرة كبرت وعظمت عظم الكرة الارضية، اما كانت تشبهها؟ وحيث ان الكرة الارضية حية، فلها روح اذن.