بالتوحش والتخلف والاضمحلال والوقوع في ألوان من الهرج والمرج والاضطرابات. ويُغلَبون على أمرهم". أما سائر الاديان الاخرى فالامر فيها على عكس الاسلام، أي: بقدر ضعف تمسّك اتباعها وضعف تعصبهم وصلابتهم في دينهم يزدادون رقياً وتقدماً، وعلى قدر تعصبهم وتمسكهم بدينهم يتعرّضون للانحطاط والاضطرابات.
هذا هو حكم التاريخ.. وهكذا مرّ الزمانُ الى الآن.
وما ارانا التاريخ قط منذ خير القرون والعصر السعيد الى الآن أن مسلماً قد ترك دينه مرجّحاً عليه -بالمحاكمة العقلية والدليل اليقيني- ديناً آخر، على حين ان كثيراً من اتباع الاديان الاخرى -حتى المتعصبين منهم، كالروس القدامى والانكليز- قد رجّحوا بالمحاكمة والدليل العقلي دين الاسلام على أديانهم فدخلوا في الاسلام. ولاعبرة هنا بتقليد العوام الذي لايستند الى دليل، كما لاعبرة بالمروق عن الدين والخروج على حقائقه، فهذه مسألة اخرى. علماً أن التاريخ يفيدنا بأن عدد من يدينون بالاسلام -بالمحاكمة العقلية- جماعات وافواجاً يزداد يوماً بعد يوم(1).
ولو اننا أظهرنا بأفعالنا وسلوكنا مكارم اخلاق الاسلام وكمال حقائق الايمان، لدخل اتباع الاديان الاخرى في الاسلام جماعات وأفواجاً. بل لربما رضخت دول العالم وقاراته للاسلام.
ان البشرية التي اخذت تصحو وتتيقّظ بنتائج العلوم والفنون الحديثة، ادركت كنه الانسانية وماهيتها، وتيقّنت انه لا يمكنها ان تعيش هملاً بغير دين، بل حتى اشد الناس إلحاداً وتنكراً للدين مضطر الى أن يلجأ الى الدين في آخر المطاف؛ لأن:
"نقطة استناد" البشر عند مهاجمة المصائب والاعداء من الخارج والداخل، مع عجزه وقلّة حيلته، وكذا "نقطة استمداده" لآماله غير المحدودة الممتدة الى الأبد مع
-----------------------------------------------------
- قبول بعض الدول الصغيرة كالسويد والنرويج وفنلندا تدريس القرآن في مدارسها، وقبولها له ليكون سداً منيعاً امام الشيوعية والالحاد.
2- قيام عدد من الخطباء الانكليز المشهورين باقناع الانكليز وحملهم على قبول القرآن.
3- موالاة اكبر دول المعمورة في الوقت الحاضر- وهي امريكا - لحقائق الدين بكل قواها، واعترافها بأن آسيا وافريقيا ستجدان السعادة والأمن والسلام في ظل الاسلام. فضلاً عن تعاطفها مع دول اسلامية حديثة الولادة ومحاولتها الاتفاق معها.. كل ذلك يثبت صدق هذه الدعوى التي قيلت قبل خمس واربعين سنة، وشاهد قوي عليها.المؤلف.