فان زوال قوة إستبداد الفرد الآن يشير الى زوال استبداد الجماعة والمنظمات الرهيبة بعد ثلاثين أو اربعين سنة. ثم ان فوران الحمية الاسلامية والوقوف على النتائج الوخيمة للاخلاق الذميمة كفيلان برفع هذين المانعين بل هما على وشك ان يُرفعا، وسيزولان زوالاً تاماً إن شاء الله.
المانع الثامن:
توهم وجود نوع من التناقض بين مسائل من العلم الحديث والمعنى الظاهري لحقائق الاسلام؛ هذا التوهم سبّب الى حدٍ ما وقف استيلاء الحقائق الاسلامية في الماضي. فمثلاً: ان "الثور والحوت" اللذين هما عبارة عن مَلَكين روحانيين مأمورين بالاشراف على الارض بأمر الله. تخيّلهما البعضُ انهما حيوانان حقيقيان مجسّمان، أي: ثور ضخم وحوت جسيم، فوقف اهلُ العلوم الحديثة موقف المعارض للاسلام لعـدم اطـلاعهم على حقيقـة التشبيه والمجاز.
وهناك مئات من الامثلة كهذا، إذ بعد الاطلاع على الحقيقة لا يجد أعتى الفلاسفة مفراً من الاستسلام والانصياع. حتى ان رسالة "المعجزات القرآنية" قد اشارت الى كل آية من الآيات التي تعرّضَ لها أهل العلم الحديث، واظهرت ان في كلٍ منها لمعة رائعة من لمعات اعجاز القرآن، وبيّنت ما ظنّه اهلُ العلم مدارَ نقدٍ في جُمَل القرآن وكلماته: أن في كل منها من الحقائق السامية الرفيعة ما لا تطاوله يد العلم، وألجأ الفلاسفة العنيدين الى الاستسلام والرضوخ. وهذه الرسائل في متناول الجميع، وفي امكان كل واحد الاطلاع عليها بسهولة، وعليه ان يطلع عليها، ليرى كيف انهار هذا المانع فعلاً، بعدما قيل منذ خمس واربعين سنةً.
نعم، ان هناك مؤلفات قيمة لعلماء الاسلام في هذا المجال، وكل الامارات تدل على ان هذا المانع الثامن سيضمحل تماماً.
واذا لم يحدث ذلك الآن، فانه بعد ثلاثين أو اربعين عاماً سوف يتجهّز العلم، والمعرفة الحقيقية، ومحاسن المدنية، بوسائل واعتدة كاملة فتتغلب - هذه القوى الثلاث - على الموانع الثمانية المذكورة وتقضي عليها. وذلك ببعثها روح التحري عن الحقائق، والانصاف والمحبة الانسانية وارسالها الى جبهات محاربة تلك الاعـداء الثمانـية.
وقد بدأت تهزمها فعلاً، وسوف تقضي عليها قضاءً تاماً بعد نصف قرن ان شاء الله.
نعم، "الفضل ما شهدت به الاعداء".
واليكم مثالين فقط من بين مئات الامثلة: