الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 7
(1-47)

المثال الأول: ان مستر كارلايل احد مشاهير فلاسفة القرن التاسع عشر واشهر فيلسوف من القارة الامريكية يلفت انظار الفلاسفة وعلماء النصرانية بقوله:
"لقد جاء الاسلام على تلك الملل الكاذبة والنحل الباطلة فابتلعها وحق له ان يبتلعها، لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كاد يظهر الاسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب وجدليات النصرانية وكل ما لم يكن بحق فانها حطب ميت أكلته نار الاسلام فذهب، والنار لم تذهب"(1).
ويزيد مستر كارلايل فيقول بحق الرسولy:
"هو الرجل العظيم الذي علّمه الله العلم والحكمة فوجب علينا ان نصغي اليه قبل كل شئ"(2).
ويقول ايضاً:
"ان كنت في ريب من حقائق الاسلام فالأولى بك أن ترتاب في البديهيات والضروريات القطعية، لأن الاسلام من أبده الحقائق واشدها ضرورة".
وهكذا فقد سجّل هذا الفيلسوف الشهير هذه الحقائق حول الاسلام في اماكن متفرقة من مؤلفه.
المثال الثاني: هو الامير بسمارك(3) الذي يعتبر من أشهر رجال الفكر في تاريخ اوروبا الحديث. يقول هذا الفيلسوف:
"لقد درست الكتب السماوية بإمعان، فلم اجد فيها الحكمة الحقيقية التي تكفل سعادة البشرية، وذلك للتحريف الذي حصل فيها. ولكني وجدت قرآن محمدy يعلو على سائر الكتب. وقد وجدت في كل كلمة منه حكمة. وليس هناك كتاب يحقق سعادة البشرية مثله. ولا يمكن أن يكون كتابٌ كهذا من كلام البشر. فالذين يدّعون ان هذه الاقوال اقوال محمدy يكابرون الحق وينكرون الضرورات العلمية، أي أن كون القرآن كلام الله امرٌ بديهي".
وهكذا تنتج حقول الذكاء في امريكا واوروبا محاصيل رائعة من امثال مستر كارلايل وبسمارك من جهابذة المحققين. 
-------------------------------------------------------
(1) (2) من ترجمة الاستاذ محمد السباعي لكتاب "الابطال". المترجم
(3) من مشاهير السياسيين الالمان (1815 - 1898) وأحد الذين حققوا الوحدة الألمانية. وجعلوها في مقدمة الدول في القرن التاسع عشر. المترجم

لايوجد صوت