الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 5
(1-47)

خلال السنوات الخمس والاربعين الماضية. كونوا راشدين يامن يعدّون انفسهم من أولي الفكر والعلم.
نحصل مما سبق:
نحن معاشر المسلمين خدام القرآن نتّبع البرهان ونقبل بعقلنا وفكرنا وقلبنا حقائقَ الايمان، لسنا كمن ترك التقلد بالبرهان تقليداً للرهبان كما هو دأب اتباع سائر الاديان!
وعلى هذا فان المستقبل الذي لاحكمَ فيه الاّ للعقل والعلم، سوف يسوده حكم القرآن الذي تستند أحكامُه الى العقل والمنطق والبرهان.
وها قد اخذت الحجب التي كانت تكسف شمس الاسلام تنزاح وتنقشع، وأخذت تلك الموانع بالانكماش والانسحاب. ولقد بدأت تباشير ذلك الفجر منذ خمس واربعين سنة، وها قد بزغ فجرها الصادق سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة والف أو هو على وشك البزوغ، وحتى ان كان هذا الفجر فجراً كاذباً فسيطلع الفجر الصادق بعد ثلاثين أو أربعين عاماً ان شاء الله.
نعم فلقد حالت ثمانية موانع دون استيلاء حقائق الاسلام على الزمان الماضي استيلاءً تاماً وهي:
المانع الاول والثاني والثالث:
 جهل الاجانب
 وتأخرهم عن عصرهم (أي بُعدهم عن الحضارة)
 وتعصبهم لدينهم
فهذه الموانع الثلاثة بدأت تزول بفضل التقدم العلمي ومحاسن المدنية.
المانع الرابع والخامس:
 تحكّم القسيسين وسيطرة الزعماء الروحانيين على افكار الناس واذهانهم.
 وتقليد الاجانب لاولئك القسيسين تقليداً أعمى.
فهذان المانعان ايضاً يأخذان بالزوال بعد انتشار حرية الفكر وميل النوع البشري الى البحث عن الحقائق.
المانع السادس والسابع:
 تفشي روح الاستبداد فينا.
 وانتشار الاخلاق الذميمة النابعة من مجافاة الشريعة ومخالفتها.

لايوجد صوت