(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 61
(1-82)

واتخلص من الآم لاحدّ لها نابعة من افتراقات وفراقات غير متناهية، ودفعتني لأمدّ روابط اخوة وثيقة الى جميع الموجودات ولاسيما الى ذوي الحياة روابط بعدد الافعال والاسماء الإلهية المتعلقة بالموجودات. وعلمت أن هناك وصالاً دائماً بهذه الروابط مع جميع ما أحبه من الموجودات من خلال فراق موقت.
وهكذا فان وجودي كوجود كل مؤمن، قد ظفر بالإيمان والانتساب الذي فيه بأنوار انواع وجود غير محدودة لاافتراق فيها. فحتى لو ذهب وجودي فان بقاء تلك الأنواع من الوجود من بعده يُطمئن وجودي وكأنه قد بقي بنفسه كاملاً.
والخلاصة: ان الموت ليس فراقاً بل هو وصال وتبديل مكان وإثمار لثمرة باقية..
المرتبة النورية الحسبية الخامسة:
لقد تصدّعت حياتي حيناً تحت اعباء ثقيلة جداً، حتى لفتت نظري الى العمر، والى الحياة فرأيت أن عمري يجري حثيثاً الى الآخرة.. وان حياتي المتقربة الى الآخرة قد توجهت نحو الانطفاء تحت المضايقات العديدة، ولكن الوظائف المهمة للحياة ومزاياها الراقية وفوائدها الثمينة لاتليق بهذا الانطفاء السريع، بل تليق بحياة طويلة، مديدة، ففكرت في هذا بكل ألم وأسى، وراجعت استاذي الآية الكريمة ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾ فقالت لي: انظر الى الحياة من حيث (الحي القيوم) الذي وهب لك الحياة. فنظرت اليها بهذا المنظار وشاهدت أنه ان كان للحياة وجه واحد متوجه اليّ انا فان لها مائة وجه متوجه الى (الحي المحيي) وان كانت لها نتيجة واحدة تعود اليّ انا، فان لها الفاً من النتائج تعود الى خالقي؛ لذا فان لحظة واحدة من الحياة، او آناً من الوقت ضمن هذه الجهة كافٍ جداً، فلا حاجة الى زمان طويل.
هذه الحقيقة تتوضح باربع مسائل: فليفتش اولئك الذين ينشدون الحياة او الذين هم ليسوا أمواتاً… ليفتشوا عن ماهية الحياة وعن

لايوجد صوت