(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 63
(1-82)

وحسب قابليتها المختلفة ووفق انكساراتها المتنوعة، أي مثلما أنها تُظهر الجمال المخفي للشمس ولضوئها ولألوانها السبعة – بشكل جميل جذاب – فكذلك الامر في هذه المصنوعات الجميلة وهذه المخلوقات اللطيفة والموجودات الجميلة التي تقوم مقام مرايا عاكسة لذلك الجمال المقدس للجميل ذي الجلال الذي هو (نور الأزل والابد). فهذه المخلوقات لاتلبث أن تذهب دون توقف مجدّدة بذلك تجليات لأسمائه الحسنى جل علا. فالجمال الظاهر في هذه المخلوقات والحسن البارز فيها اذن ليس هو ملك ذاتها، وانما هو اشارات الى ذلك الجمال المقدس السرمدي الذي يريد الظهور، وعلامات واشارات وتجليات لذلك الحسن المجرد والجمال المنزّه المتجلي دائماً والذي يريد المشاهدة والاشهاد.
وقد وضحت دلائل هذا مفصلاً في (رسائل النور) لاسيما تلك الرسالة التي تستهل بـ(هنا سنذكر ثلاثة براهين بصورة مختصرة جداً ومعقولة)(1). فأيما إنسان نظر الى هذه الرسالة من اصحاب الذوق السليم لايمكن أن يتمالك نفسه من غير الاعجاب والتقدير بل سيرى أن عليه أن يسعى لإفادة الآخرين بعدما أفاد نفسه، ولاسيما النقاط الخمس المذكورة في البرهان الثاني. فلابد ان مَن لم يفسد عقله ولم يصدأ قلبه أن يقول مستحسناً ومستصوباً: ماشاء الله.. بارك الله.. ويجعل وجوده الذي يظهر فقيراً حقيراً يسمو ويتعالى.. ويدرك مصدقاً أنه: معجزة خارقة حقاً!!.

الرجاء الخامس عشر(1) 
------------------------------------------------
(1) المقصود (المرتبة النورية السادسة من الشعاع الرابع)- المترجم.
(1) كُتب هذا الرجاء الخامس عشر كي يكون مصدر تكملة رسالة الشيوخ وتأليفها من قبل أحد طلاب النور، حيث أن فترة تأليف رسائل النور قد انتهت قبل ثلاث سنوات. – المؤلف

لايوجد صوت