حقيقتها وعن حقوقها الحقيقية ضمن تلك المسائل الاربع. فليظفروا.. وليحيوا..
وخلاصتها هي: ان الحياة كلما تتوجه الى الحيّ القيوم وتتطلع اليه، وكلما كان الإيمان حياةً للحياة وروحاً لها تكسب البقاء بل تعطي ثماراً باقية كذلك، بل أنها ترقى وتعلو الى درجة تكتسب تجلى السرمدية، وعندها لاينظر الى قصر العمر وطوله.
المرتبة النورية الحسبية السادسة:
من خلال الشيب الذي يذكر بفراقي الخاص، ومن خلال حوادث آخر الزمان التي تنبىء عن دمار الدنيا ضمن الفراقات العامة الشاملة، ومن خلال الانكشاف الواسع فوق العادة في اوآخر عمري لأحاسيس الجمال والعشق له والافتتان بالكمالات المغروزة في فطرتي. من خلال كل هذا رأيت ان الزوال والفناء اللذين يدمران دائماً، وان الموت والعدم اللذين يفرّقان باستمرار، رأيتهما يفسدان بشكل مرعب ومخيف، جمال هذه الدنيا الرائعة الجمال ويشوهانه بتحطيمهما لها، ويُتلفان لطافة هذه المخلوقات… فتألمت من اعماقي بالغ التألم لما رأيت. ففار ما في فطرتي من عشق مجازي فوراناً شديداً وبدأ يتاجج بالرفض والعصيان امام هذه الحالة المفجعة، فلم يك لي منها بد الاّ مراجعة الآية الكريمة ايضاً لأجد المتنفس والسلوان، فقالت: (إقرأني جيداً، أنعم النظر في معانيَّ) وأنا بدوري دخلت الى مركز الارصاد لسورة النور لآية ﴿الله نور السموات والارض…﴾(النور:35). فنظرت من هناك (بمنظار) الإيمان الى أبعد طبقات الآية الحسبية، وفي الوقت نفسه نظرت (بمجهر) الشعور الإيماني الى أدق اسرارها.. فرأيت انه مثلما تُظهر المرايا والزجاج والمواد الشفافة وحتى حباب البحر الجمال المخفي المتنوع لضوء الشمس، فيُظهر كل منها مختلف الجمال للالوان السبعة لذلك الضوء ومثلما يتجدد ذلك الجمال وذلك الحسن بتجدد تلك المواد وبتحركها