رائد الشباب | توجيه الشباب | 22
(1-70)
فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها ادوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة، وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها ترينا ان وراءها صيدلياً حكيماً وكيميائياً ماهراً،كذلك صيدلية الكرة الارضية التي تضم اكثر من أربعمائة ألف نوع من الاحياء -نباتا وحيوانا- وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضرات كيمياوية دقيقة، وقنينة مخاليط حيوية عجيبة فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقها الكريم سبحانه بدرجة كمالها، وانتظامها، وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، على وفق مقاييس علم الطب الذي تقرأونه.

ومثلاً: كما لو أن مصنعا خارقا عجيبا ينسج ألوفا من انواع المنسوجات المتنوعة، والاقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جداً، يرينا بلا شك ان وراءه مهندسا ميكانيكيا ماهراً، ويعرّفه لنا؛ كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المسماة بالكرة الارضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانع رئيسية، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنـة، يعـرّف لنـا -بلاشك- صانعه، ومالكه، وفق مقاييس علم المكائن الذي تقرأونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي وعظمته قياساً على ذلك المصنع الانساني.
ومثلاً: كما ان حانوتا او مخزنا للاعاشة والارزاق، ومحلا عظيما للأغذية والمواد، احضر فيه -من كل جانب- ألف نوع ونوع من المواد الغذائية، وميز كل نوع عن الآخر، وصفف في محله الخاص به، يرينا ان له مالكا، ومدبراً؛ كذلك هذا المخزن الرحماني للاعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافة اربعة وعشرين ألف سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياه مئات الآلاف من اصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها الى نوع خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الاربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الانواع من مختلف الاطعمة، يأتي بها الى الخلق المساكين الذين نفد قوتهم في الشتاء. تلك هي الكرة الارضية، السفينة السبحانية التي تضم آلاف الانواع من البضائع والاجهزة ومعلبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري -على وفق مقاييس علم الاعاشة والتجارة الذي تقرأونه- صاحبه ومالكه ومتصرفه بدرجة عظمة هذا المخزن قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الانسان، ويعرّفه لنا، ويحببه الينا.
لايوجد صوت