رائد الشباب | توجيه الشباب | 36
(1-70)
النكتة الثانية
للانسان وجهان:
وجه ينظر من ناحية الأنانية إلى الحياة الدنيا. والآخر ينظر من ناحية العبودية إلى الحياة الباقية. وهو باعتبار الوجه الأول مخلوق نحيف رأس ماله من الجزء الاختياري شيء جزئي كشعره، وله من القوة كسب ضعيف ومن الحياة شعلة تنطفيء عن قريب ومن العمر مدة قليلة تمضي في عجالة، ومن الوجود جسم يبلي في مدة قصيرة من الزمن. ومع هذا ماهو الافرد ضعيف من أفراد الأنواع اللامتناهية المنبثة في حنايا الكون.
وله بإعتبار الوجه الثاني لاسيما من ناحية عجزه وفقره المتوجهين للعبودية دائرة واسعة وأهمية عظمى. لأن الفاطر الحكيم أدرج في كيانه مالايتناهى من العجز والفقر حتى يصير مرآةً كبيرة تتجلى فيها مالايتناهى من تجليات قدير رحيم ليس لقدرته نهاية وغنى كريم ليس لفناه حدود وغاية.
لايوجد صوت