رائد الشباب | توجيه الشباب | 33
(1-70)


والنوع الرابع من الدعاء هو دعائنا المعروف وهو أيضاً نوعان احدهما فعلي وحالي. ثانيهما قلبي وقولي. مثلا: التوسل بالاسباب دعاء فعلي. واجتاع الأسباب وتآخذها على المسبب ليس لايجاده بل لطلب حصوله من الحق جل وعلا. حتى ان الحراثة بمنـزلة دق باب خزينة الرحمة. وهذا الدعاء الفعلي بما انه متوجه إلى عنوان الجواد المطلق مقبول لايرد في أكثر الأحيان. وطلب مالا تصل اليه اليد من المطالب والحاجات باللسان والقلب دعاء قولي. والمنهم في هذه الناحية هو أن الذي يدعو ويلوذ إلى الله تعالى يدرك انه يوجد من يسمع مايخطر بباله وتصل يده إلى كل شيء ويقدر أن يلم بحاجاته ويرحم عجزه ويمد فقره.

فيا أيها الانسان العاجز الفقير اياك وأن تترك الدعاء مفتاح خزينة الرحمة ومحور القوة! وعليك أن تصعد إلى رتبة الانسانية وتجعل دعاء الكائنات جزءاً من دعائك. وكن كعبد كلي ونائب عام بقولك: إياك نستعين، وكن أحسن تقويم لهذا الكون.



* * *
لايوجد صوت