رائد الشباب | توجيه الشباب | 32
(1-70)
فكذلك الحق جل شأنه بما أنه رقيب وعالم بكل شيء يستجيب دعاء العبد ويزيل دهشة وحشته ووحدته بالاجابة والحضور ويبدلها بالأنس ويقبل مطلبه او يمنحه اعلى من ذلك أو يرده، وذلك حسب اقتضاء الحكمة الربانية لاحسب أهوائه المتحكمة وامانيه الفاسدة.
وان الدعاء عبادة وفوائد العبادة وثمارها انما ترجع إلى الآخرة. واما المقاصد الدنيوية فأوقات لذلك النوع من الدعاء، ليست غاياتها. مثلا: صلاة الاستسقاء ودعائه عبادة، وانقطاع المطر وقتها وليس هي والدعاء لأجل نزول المطر. فان أديت تلك العبادة منحصرة لأجل نزوله لاتكون حرية بالقبول حيث لم تكن خالصة لوجه الله تعالى. فكما ان وقت غروب الشمس هو وقت صلاة المغرب. ووقت كسوف الشمس وخسوف القمر وقت صلاة الكسوف والخسوف. – أي ان استتار آيتي الليل والنهار اعلان لعظمته تعالى لذلك يدعو الناس إلى عبادته، والا فليست هذه العبادة لانجلاء الشمس والقمر الذي هو معلوم للمنجم -؛ فكذلك وقت انقطاع المطر هو وقت صلاة الاستسقاء ووقت نزول البليات وتسلط الشرور هو وقت بعض الأدعية المعينة. حيث يدرك الانسان حينئذ عجزه وفقره ويلوذ بالدعاء والتضرع إلى باب القدير المطلق. وإذا لم يدفع الحق سبحانه وتعالى تلك البليات والشرور مع كثرة الدعاء فينبغي ان لايقال انه لم يقبل الدعاء بل يقال مازال وقت الدعاء والتضرع ولمّايصر قضاء، وإذا دفع بفضله وكرمه، فقد مضى وقت الدعاء وصار قضاء. فاذاً الدعاء هو سر من أسرار العبادة. والعبادة لابد وان تكون خالصة لله تعالى. ولابد أن يُظهر العجز ويُلاذ اليه بالدعاء وان لا يعترض على اجراءات ربوبيته ويسلم الأمر اليه وان يتكل على حكمته ولاتتهم رحمته.
نعم ثبت بالآيات البينات ان كل فرد من أفراد الكون يسبح الله تعالى بتسبيح خاص ويعبده ويسجد له؛ كذلك ان جميع تلك العبادات والسجود والتسبيحات دعاء من رمة الكائنات يتجه إلى باب الوهيتة تعالى. وذلك الدعاء إما بلسان الاستعداد والقابلية كدعاء النباتات والحيوانات فانها تطلب بلسان استعدادها من الفياض المطلق صورة ولاسمائه تعالى معكساً. وإما بلسان الاحتياج الفطري كدعاء ذوي الحياة لحاجاتها الضرورية التي لاتصل إليها يدها، فانها تطلب بلسان احتياجها الفطري مطالبها وحاجاتها التي هي ارزاقعا من الجواد المطلق حتى يديم حياتها. واما بلسان الاضطرار كدعاء المضطر من ذوي الحياة، فانها تدعو بالتجائها واحتمائها إلى حاميها الذي لاي تعرفه وتتوجه إلى ربها الرحيم. وهذه الأنواع الثلاثة من الدعاء مقبولة ان لم يطرأ اي مانع.
وان الدعاء عبادة وفوائد العبادة وثمارها انما ترجع إلى الآخرة. واما المقاصد الدنيوية فأوقات لذلك النوع من الدعاء، ليست غاياتها. مثلا: صلاة الاستسقاء ودعائه عبادة، وانقطاع المطر وقتها وليس هي والدعاء لأجل نزول المطر. فان أديت تلك العبادة منحصرة لأجل نزوله لاتكون حرية بالقبول حيث لم تكن خالصة لوجه الله تعالى. فكما ان وقت غروب الشمس هو وقت صلاة المغرب. ووقت كسوف الشمس وخسوف القمر وقت صلاة الكسوف والخسوف. – أي ان استتار آيتي الليل والنهار اعلان لعظمته تعالى لذلك يدعو الناس إلى عبادته، والا فليست هذه العبادة لانجلاء الشمس والقمر الذي هو معلوم للمنجم -؛ فكذلك وقت انقطاع المطر هو وقت صلاة الاستسقاء ووقت نزول البليات وتسلط الشرور هو وقت بعض الأدعية المعينة. حيث يدرك الانسان حينئذ عجزه وفقره ويلوذ بالدعاء والتضرع إلى باب القدير المطلق. وإذا لم يدفع الحق سبحانه وتعالى تلك البليات والشرور مع كثرة الدعاء فينبغي ان لايقال انه لم يقبل الدعاء بل يقال مازال وقت الدعاء والتضرع ولمّايصر قضاء، وإذا دفع بفضله وكرمه، فقد مضى وقت الدعاء وصار قضاء. فاذاً الدعاء هو سر من أسرار العبادة. والعبادة لابد وان تكون خالصة لله تعالى. ولابد أن يُظهر العجز ويُلاذ اليه بالدعاء وان لا يعترض على اجراءات ربوبيته ويسلم الأمر اليه وان يتكل على حكمته ولاتتهم رحمته.
نعم ثبت بالآيات البينات ان كل فرد من أفراد الكون يسبح الله تعالى بتسبيح خاص ويعبده ويسجد له؛ كذلك ان جميع تلك العبادات والسجود والتسبيحات دعاء من رمة الكائنات يتجه إلى باب الوهيتة تعالى. وذلك الدعاء إما بلسان الاستعداد والقابلية كدعاء النباتات والحيوانات فانها تطلب بلسان استعدادها من الفياض المطلق صورة ولاسمائه تعالى معكساً. وإما بلسان الاحتياج الفطري كدعاء ذوي الحياة لحاجاتها الضرورية التي لاتصل إليها يدها، فانها تطلب بلسان احتياجها الفطري مطالبها وحاجاتها التي هي ارزاقعا من الجواد المطلق حتى يديم حياتها. واما بلسان الاضطرار كدعاء المضطر من ذوي الحياة، فانها تدعو بالتجائها واحتمائها إلى حاميها الذي لاي تعرفه وتتوجه إلى ربها الرحيم. وهذه الأنواع الثلاثة من الدعاء مقبولة ان لم يطرأ اي مانع.
لايوجد صوت