وأريد أن افسر بعضاً منها وأترك لك الباقي. وهو: ان ذلك السفر هو السفر الذي يمر من عالم الأرواح وبأطوار عالم الرحم والشباب والشيخوخة والقبر والبرزخ والحشر والصراط إلى أبد الآباد.
والستون ديناراً هو العمر البالغ ستين عاماً. وكنت أنا حينما رأيت تلك الواقعة الخيالية في الخامسة والأربعين من العمر على حسب الظن ولم يكن لي أي حجة ما على أن أعيش الستين من العمر الا أنه أرشدني أحد تلامذة القرآن الحكيم على أن أنفق نصف مابقي من العمر الغالب وهو خمسة عشر عاماً في سبيل الآخرة.
وذلك الملهي هو مدينة استانبول بالنسبة إليّ وذلك القطار هو الزمان. وكل عام منه بمنـزلة قاطرة. وذلك النفق هي الحياة الدنيا وتلك الزهور والثمار الشائكة هي الملذات المحرمة والألعاب المحظورة حيث ان الم تصور زوالها وفراقها حين مايلاقيها يدمي القلب، وان البعد منها يجرح الفؤاد فيقاسي من يزاولها أشد العذاب. وان معنى ما قاله أحد موظفي القطار: اعطيني خمسة قروش أعطيك ماتريده من الزهور والثمار – ان ما يذوقه الانسان بسعيه المباح وفي دائرة مشروعة يكفيه ولايجعله عائلاً على الحرام يضظر لأن يدخله. ويمكن لك أن تفسر مابقي.
النكتة الرابعة