رائد الشباب | توجيه الشباب | 44
(1-70)

إن ربي الرحيم جعل لي هذه الدنيا بناء وجعل لها القمر نوراً والشمس سراجاً والربيع باقة ورد والصيف مائدة نعمة والحيوان خادماً والنباتات زينة واثاثاً لذلك البيت.

وخلاصة القول: انك إذا استمعت إلى النفس والشيطان سقطت إلى أسفل الحضيض، وإذا استمعت إلى الحق والقرآن صعدت إلى أعلى المقامات وكنت أحسن تقويم لهذا الكون.

 

النكتة الخامسة

بعث الانسان إلى هذه الدنيا موظفاً ومسافراً واعطى له استعداد هام، وعلى حسب ذلك ووكل إليه وظائف هامة وقد رغب ورهب كثيراً لكي يجتهد للوصول إلى تلك الغايات والوظائف. وسنجمل هنا الوظائف الانسانية واساسات العبودية التي فصلناها في موضع آخر حتى يدرك معنى (احسن تقويم) فنقول: ان الانسان بعدما جاء إلى هذا الكون له عبودية من ناحيتين الناحية الأولى هي عبوديته غياباً وتفكره. والناحية الثانية: هي عبوديته حضوراً في صورة الخطاب والمناجاة. والناحية الأولى: هو تصديقه سلطنة الربوبية التي تتراءى في الكون ونظره إلى كمالاته ومحاسنه بحيرة ودهشة. ثم اراءة بدائع الصنعة التي هي عبارة عن نقوش الأسماء القدسية الالهية واعلانها. ثم وزن جواهر الأسماء الربانية التي هي بمثابة كنوز خفية معنوية وزنها بميزان الادراك والتفكر فيها بحيرة. ثم مطالعته وتفكره بكل دقة وحيرة في أوراق الأرض والسماء وصحائف الموجودات التي هي بمثابة ماكتبه قلم القدرة. ثم النظر باستحسان إلى زينة الموجودات وفنونها الجميلة وحب معرفة الفاطر ذي الجمال، والاشتياق إلى الصعود إلى مقام الحضور للصانع ذي الكمال.
لايوجد صوت