رائد الشباب | توجيه الشباب | 47
(1-70)

 المقالة الثلاثون

فيها مقصدان

 المقصد الأول: حول ماهية (انا) ونتائجها.

المقصد الثاني: حول تنقل الذرات ووظائفها.

 

المقصد الأول

 

إنا عَرضْنا الامَانَة عَلَى السمَوات واْلارْض والْجمال فَأبَيْن انْ حْملْنَهَا واشفقْن منْهَا وحَمَلَهَا الإنْسَانُ إنه كَان ظَلوماً جَهولاً.

نشير إلى ذرة واحدة من كنـز هذه الاية وهي:

انه من الاوجه المتعددة للامانة التي اشفقت السموات والارض والجبال من حملها، معنى (انا).

نعم (أنا) بذرة اما لشجرة طيبة، واما لشجرة خبيثة التفت اغصانهما وفروعهما حول الانسانية من لدن آدم إلى زمننا الحاضر. وقبل ان نخوض هذه الحقيقة نورد مقدمة تيسر فهمها وهي: كما ان (انا) مفتاح لكنوز الاسماء الالهية، وكذلك هي مفتاح للغز الكون، وظهرت كنوز عالم الوجوب. وكنت قد قلت في رسالتي العربية المسماة بـ(شمة من نسيم هداية القرآن).

((اعلم ان مفتاح العالم في يد الانسان وفي نفسه. فالكائنات مع انها مفتحة الابواب منغلقة. فالحق سبحانه اودع من جهة الامانة في الانسان مفتاحاً يفتح به كل ابواب العالم، وطلسماً يفتح به كنـز خلاق الكون. والمفتاح ما فيك من انا، الا ان (انا) ايضاً معمى مغلق، ومطلسم منغلق. فاذا فتحت انا بمعرفة ماهيته الموهومة انفتح لك الكائنات)).
لايوجد صوت