ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السادس | 141
(139-145)

كما ان قول الرسول الاكرم y: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) رداً للسلام الإلهي يفيد ويذكّر أنه سأل خالقه الكريم راجياً وداعياً ان تنال في المستقبل امته المعظمة وصالحي امته الاسلام الذي يمثل السلام الإلهي، وان تتبادل الامة كلهم فيما بينهم: السلام عليك وعليك السلام؛ ذلك الشعار الاسلامي العام.
وان قول جبرائيل عليه السلام الذي له حظ من تلك الصحبة السامية في تلك الليلة بأمر الهي: (اشهد ان لا اله الاّ الله واشهد ان محمداً رسول الله) يبشر عن ان الامة جميعهم سيشهدون هذه الشهادة وسينطقون بها الى يوم القيامة.
وهكذا تسطع معاني الكلمات وتتوسع بتذكر هذه المحاورة المقدسة السامية.
ان حالة روحية غريبة قد أعانتني على انكشاف هذه الحقيقة، وهي الآتية:
لقد تراءى لخيالي حاضر هذا الكون العظيم فيما مضى من خلال غربة مظلمة قاتمة، واثناء ليلة حالكة، ومن ثنايا غفلة دامسة، تراءى في صورة جنازة مخيفة، جامداً لاروح فيه ولاحياة، خالياً قفراً. وخُيل الزمان الماضي الراحل مخيفاً لاروح فيه ولاحياة وخالياً قفراً ايضاً، واتخذ ذلك المكان الواسع غير المحدود، وذلك الزمان غير المحدود مستوحشاً مخيفاً فالتجأت من روعي الى الصلاة لأنجو من تلك الحالة الرهيبة وحينما قلت (التحيات) في الصلاة، اذا بالكون كله يبعث وتدبّ فيه الحياة ويتنور وغدا مرآةً ساطعة لتجليات الحي القيوم.
وعلمت بعلم اليقين بل بحق اليقين وشاهدت ان الكون مع جميع اجزائه الحيوية يقدم دائماً الى الحي القيوم تحيات وهدايا حياته.
وحينما قلت: السلام عليك يا ايها النبي، انقلب ذلك الزمان المقفر الموحش غير المحدود فجأة الى متنزه ملئ بذوي الارواح، لطيف مؤنس برئاسة الرسول الاكرم y.

لايوجد صوت