ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السادس | 144
(139-145)

وعذابه. بينما نال الركب العظيم من امثال نوح وابراهيم وموسى عليهم السلام ومحمد y وامثالهم من الانبياء الكرام والائمة السامين، المعجزات العظيمة والآلاء الربانية بصورة خارقة.
ولما كانت صفعة واحدة تدل على الغضب والاكرام الواحد يدل على المحبة فقد نزلت الوف الصفعات على المعارضين وألوف الاكرامات والامدادات على اولئك الابرار الميامين مما يشهد بداهة وبوضوح النهار على أحقية وصواب تلك القافلة المباركة وانهم على هدى وعلى صراط مستقيم.
وان ماجاء في ختام سورة الفاتحة ﴿صراط الذين انعمت عليهم﴾ متوجه الى اولئك الابرار الذين انعم الله عليهم. بينما (المغضوب عليهم) (والضالين) تبين معارضيهم. وهذه النكتة التي بيناها وضحت بجلاء في ختام سورة الفاتحة.
الجهة الثالثة:
ان سر الحكمة الكامن في السؤال الملحّ المكرر لشئ يمنح قطعاً هو: ان الشئ المراد، كالمقام المحمود انما هو طرف وغصن من حقيقة عظمى تضم الوف الحقائق الجليلة كحقيقة المقام المحمود. وهو ثمرة لاعظم نتيجة لخلق الكون.
اما طلب تلك الثمرة وذلك الغصن والطرف، فهو طلب تحقيق تلك الحقيقة العامة الشاملة العظمى وحصولها، وطلب مجئ العالم الباقي الذي هو أعظم غصن من شجرة الخلق وطلب تحققه. وطلب تحقق القيامة والحشر الذي هو اعظم نتيجة للكون وطلب انفتاح دار السعادة.
فيتذكر المرء انه ايضاً - بهذا الطلب والسؤال - يشترك في العبودية البشرية والادعية الانسانية التي هي اهم سبب لوجود دار السعادة والجنة الخالدة.

لايوجد صوت