ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 246
(146-253)

كلٌ في كتابٍ مُبين﴾ (هود: 6) التي تأخذ أرزاق الناس والحيوان جميعها تحت تعهد الرب سبحانه وكفالته. وكذا الآية الكريمة:
﴿وكأيّن من دابّةٍ لا تحمِلُ رِزقَها الله يَرزُقُها وإيّاكُم وهو السميعُ العَليمُ﴾ (العنكبوت: 60) التي تثبت وتعلن بان الله سبحانه هو الذي يتكفل - كما هو مشاهد - بأرزاق المساكين والضعفاء والعاجزين وامثالهم ممن لايستطيعون أن يتداركوها، فيرسلها اليهم من حيث لم يحتسبوا، ومن مصادر لا تخطر لهم على بال، بل من الغيب، بل من غير شئ، كامثال الحشرات الموجودة في اعماق البحار التي تتغذى على غير شئ. وجميع الصغار التي يأتيها رزقها من حيث لاتحتسب، وجميع الحيوانات التي قد تكفل سبحانه بارزاقها، وينفق عليها فعلاً من الغيب مباشرة - كما هو مشاهد في كل ربيع - حتى انه هو الذي يرسل ارزاق اولئك المفتونين بالاسباب تحت ستار الاسباب، فلا يرزقهم سواه. فكما ان تلك الآيات الكريمة والظواهر المشاهدة تُري الرزاقية وتثبتها وتعلنها هكذا، كذلك تبين آيات قرآنية كثيرة وشواهد كونية لاتحد متفقة ان كل ذي حياة ىُربّى تحت كنف رحيمية رزاق واحد احد ذي جلال.
نعم، ان تسارع ارزاق الاشجار اليها وهي المحتاجة للرزق دون ان يكون لها اقتدار ولاإختيار ولاإرادة وهي ساكنة في اماكنها متوكلة على الله.. وكذا سيلان الحليب المصفى من تلك المضخات العجيبة الى افواه الصغار العاجزين،وانقطاع تلك النفقة مباشرة عنهم بعد اكتسابهم جزءاً من الاقتدار وشيئاً من الاختيار والارادة، مع استمرار تلك الشفقة الموهوبة للامهات.. كل ذلك؛ ليثبت بداهة ان الرزق الحلال لا يأتي متناسباً مع القدرة والارادة وانما يأتي متناسباً مع الضعف والعجز اللذين يمنحان التوكل.
ولقد ساق وجود قوة الاقتدار والاختيار والذكاء - المثير للحرص القائد الى الحرمان على الاغلب - اولئك الادباء الذين يستشعرون بها، الى التذلل والى ما يشبه التسوّل، بينما اوصل عدم الاقتدار المكلل

لايوجد صوت