ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 243
(146-253)

وتجلياتها مع اثباتها قد ورد في مواضع عدة من الرسائل. لذا إقتصرنا هنا على الاشارة اليها بهذه القطرة من ذلك البحر الواسع.
وما رآه صاحبنا السائح وشاهده في المنزل الثالث هو:

* * *

الحقيقة الثالثة: وهي حقيقة التدبير والادارة
أي حقيقة اِدارة الاجرام السماوية وهي في منتهى السرعة والضخامة، وادارة العناصر وهي في منتهى الاختلاط والتشابك، وادارة المخلوقات الارضية وهي في منتهى الحاجة والضعف، ادارةً تتسم بكمال الانتظام والموازنة ويسعى بعضها لمعاونة البعض الآخر، رغم اختلاطها وامتزاجها ببعض. أي هي حقيقة النظر في ادارة أمورها جميعاً وجعل هذا العالم العظيم كأنه مملكة كاملة، ومدينة رائعة ضخمة، وقصر منيف مزين.
وسنأخذ هنا صورة واحدة مقتضبة لجريان تلك الادارة وسريانها على صفحة واحدة من سطح الارض وفي صحيفة واحدة في الربيع، تاركين تلك الدوائر الجبارة والصحائف الواسعة التي تتقطر رحمة. نظراً لأنها قد وضحت واثبتت في رسائل مهمة من (رسائل النور) كالكلمة العاشرة وسنبينها بمثال على النحو الآتي:
اذا قام شخص عظيم خارق بتشكيل جيش من أربعمائة ألف أمة وطائفة مختلفة،ووفّر ما يخص كل جندي من تلك الامم والطوائف المختلفة من الملابس والاسلحة والارزاق والتعليمات والاعفاءات والخدمات المختلفة المتنوعة جداً، وجهّزهم بالاجهزة المختلفة دون أدنى نقص او قصور او خطأ، وزوّدهم بها في أوانه دون أدنى تأخير او خلط، وبكمال الانتظام، فلابد أن تلك الادارة وهي في منتهى السعة

لايوجد صوت