أن يكون الاّ لأجل محكمة كبرى، ولنيل ثواب وعقاب دائمين. والاّ فلا يبقى مغزى اطلاقاً، ولافائدة أبداً، لذلك التدوين المحيط، والكتابة التي تسجل وتحفظ أدق الامور. فيقع اذن ما هو خلاف الحكمة والحقيقة. اي إنْ لم يحدث الحشر فان جميع المعاني الحقة لكتاب الكون التي كتبت بقلم القَدر سوف تمسخ وتفسد ! وهذا لايمكن ان يكون مطلقاً، وليس له احتمال قط، بل هو محال في محال. كانكار هذه الكائنات، بل هو هذيان ليس إلاّ.
نحصل مما تقدم:
ان جميع دلائل اركان الايمان الخمسة هي بدورها دلائل على الحشر ووجوده، وعلى النشور وحدوثه، وعلى وجود الدار الآخرة وانفتاح ابوابها. بل تستدعيه وتشهد عليه، لذا فانه من الوفاق الكامل والانسجام التام ان يبحث ثلث القرآن الكريم المعجز البيان بكامله عن الحشر لما له من الاسس والبراهين التي لاتتزعزع، ويجعله أساساً وركيزة لجميع حقائقه التي يرفعها على ذلك الحجر الاساس.
(انتهت المقدمة)
* * *
الشعاع العاشر
عبارة عن رسالة (الفهرس) اعتباراً من اللمعة الخامسة عشرة. نظّمه طلاب النور الاوائل، وادرج كلٌ فى موضعه من المجموعات.