ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع التاسع | 267
(254-269)

كلا.. ثم كلا.. وحاشاه ألف ألف مرة.
نعم، ان الكون وجميع حقائق العالم يدعو الى بعثه ويريده ويطلب من صاحب الكون حياته.. ولقد بيّّنت رسالة (الآية الكبرى) وهى الشعاع السابع واثبتت بثلاثة وثلاثين اجماعاً عظيماً، كل منه يعتبر كالجبل الأشم في قوة حجّته، بأن هذا الكون لم يصدر إلاّ من يد واحدٍ أحد، وليس ملكاً إلاّ لواحدٍ أحد. فاظهرت التوحيد - بتلك البراهين والمراتب بداهةً - انه محور الكمال الإلهي وقطبه. وبيّنت أنه بالوحدة والأحدية يتحول جميعُ الكون بمثابة جنودٍ مستنفرين لذلك الواحد الاحد، وموظفين مسخّرين له. وبمجئ الآخرة ووجودها تتحقق كمالاته وتصان من السقوط، وتسود عدالته المطلقة وتنجو من الظلم، وتُنزّه حكمته العامة وتبرأ من العبث والسفاهة، وتأخذ رحمته الواسعة مداها وتُنقذ من التعذيب المشين، وتبدو عزته وقدرته المطلقتان وتنقَذان من العجز الذليل، وتتقدس كل صفة من صفاته سبحانه وتتجلى منزهةً جليلة.
فلابد ولاريب مطلقاً ان القيامة ستقوم، وان الحشر والنشور سيحدث، وان أبواب دار الثواب والعقاب ستُفتح، بمقتضى ما في حقائق هذه الفقرات الستة المذكورة المبتدئة بـ(مادام) التي هي مسألة دقيقة ونكتة ذات مغزى لطيف من بين مئات النكات الدقيقة للايمان بالله وذلك: كي تتحقق اهمية الارض ومركزيتها، واهمية الانسانية ومكانتها.. ولكي تتقرر العدالةُ والحكمة والرحمة والسلطنة لخالق الارض والانسان وربهما.. ولكي ينجو الاولياء والاحبّاء الحقيقيون والمشتاقون الى الرب الباقي من الفناء والاعدام الابدي.. ولكي يرى أعظمُهم وأحبّهم وأعزّهم ثواب عمله، ونتائج خدماته الجليلة التي جعلت الكائنات في امتنان ورضى دائمين.. ولكي يتقدس كمال السلطان السرمدي من النقص والتقصير، وتتنزّه قدرته من العجز، وتبرأ حكمتُه من السفاهة، وتتعالى عدالته عن الظلم.
والخلاصة: مادام الله جل جلاله موجوداً فان الآخرة لاريب فيها

لايوجد صوت