وحوّلتها الى مسجد اكبر ومعبد اعظم، فالكون المظلم البارد الذي ليس فيه حياة - كما تصوره مادية العلم والفلسفة - يصبح بالايمان، كوناً ذا حياة وشعور، ومنوراً ومؤنساً ولذيذاً، فتذيق هذه الثمرة أهل الايمان شعاعاً من لذة الحياة الباقية وهم لايزالون في الدنيا كلٌ حسب درجته.
تتمة:
كما ان بسر الوحدة والاحدية، توجَد القُدرة نفسها، والاسمُ نفسهُ، والحكمةُ نفسها والابداع نفسه، في كل جهة من جهات الكون، فيعلن كلُ مصنوع - كلياً أم جزئياً - بلسان حاله: وحدانيةَ الخالق سبحانه وتصرفه وايجاده وربوبيته وخلاّقيته وقدسيته، كذلك فانه سبحانه يخلق ملائكة في ارجاء الكون كله ليقوموا - بألسنتهم الذاكرة الحامدة - بتسبيحات يؤديها كل مخلوق بلسان حاله بلا شعور منه. فالملائكة لايعصون الله ما يأمرهم. وليس لهم الاّ العبودية الخالصة، وليس لهم اي ايجاد كان، ولا دخل لهم دون إذن، ولا تكون لهم شفاعة دون إذن منه سبحانه، لذا نالوا شرف:
﴿بل عبادٌ مكرَمون﴾(الانبياء: 26) ﴿وَيفعلون ما يُؤمرون﴾(التحريم: 6).
* * *