ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 371
(270-373)

ومثلا: لما كانت الكرة الارضية تسبّح لله بعدد رؤوس الانواع الموجودة فيها، من حيوان ونبات وجماد. وبعدد ألسنة افراد تلك الانواع، وبمقدار اعضاء تلك الافراد، وبعدد اوراقها واثمارها، فان تقديم هذه العبودية الفطرية غير الشعورية العظيمة جداً، وتمثيلها، وعرضها بعلم وشعور، على الحضرة الإلهية المقدسة، يتطلب حتماً مَلكاً موكلاً له اربعون ألف رأس، وفي كل رأس اربعون ألف لسان يسبح بكل لسان اربعين ألف تسبيحة، مثلما أخبر المخبر الصادق بهذه الحقيقة نفسها. نعم إنه من مقتضيات جلال الربوبية وعظمتها وسلطانها أن يكون جبرائيل عليه السلام على ماهية عجيبة وهو المؤهل لتبليغ العلاقات الربانية للانسان الذي هو اهم نتيجة لخلق الكون. وأن يكون إسرافيل وعزرائيل عليهما السلام على ماهية عجيبة ايضاً، وهما يمثلان - مجرد تمثيل - الاجراءات الإلهية الخاصة للخالق سبحانه، ويشرفان بعبودية خالصة على أعظم شئ في عالم الاحياء، وهو البعث والموت. وأن يكون ميكائيل عليه السلام على ماهية عجيبة ايضاً، اذ يمثل بشعور كامل أنواع الشكر غير الشعورية على الاحسانات الرحمانية في الرزق الذي هو أجمع دائرة من دوائر الحياة وأوسعها للرحمة واكثرها تذوقاً، فضلاً عن اشرافه عليها.
نعم، انه من مقتضيات جلال الربوبية وأبهتها، بقاء الروح، ووجود امثال هؤلاء الملائكة على ماهية عجيبة جداً، اذ إن وجود هؤلاء، ووجود كل طائفة خاصة منهم، قطعي الثبوت ولاريب فيه مطلقاً، فهو ثابت بدرجة تليق بثبوت وجود الجلال والسلطنة الظاهرة في الكون كالشمس. وليقس على هذا المواد الاخرى التي تخص

لايوجد صوت