ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 372
(270-373)

الملائكة.
نعم، ان الذي يخلق في الكرة الارضية اربعمائة الف نوع من الاحياء، بل يخلق من ابسط المواد ومن العفونات، ذوات أرواح بكثرة هائلة، ويعمّر بهم أرجاء الارض ويجعلهم ينطقون بلسانهم اعجاباً: (ماشاء الله، بارك الله، سبحان الله) امام معجزات صنعته سبحانه، والذي جعل حتى الحيوانات الدقيقة تنطق بـ(الحمد لله والشكر لله والله اكبر) حيال احسانات الرحمة الواسعة وآلائها. ان هذا القدير ذا الجلال والجمال قد خلق بلاريب ولاشبهة سكنةً روحانيين تناسب السموات الشاسعة، ممن لايعصون أمره، ويعبدونه دوماً، فيعمّر بهم السموات دون أن يدعها خالية مقفرة. فأوجد أنواعاً كثيرة جداً من الملائكة هي اكثر بكثير من انواع الاحياء وطوائفها، فقسم منهم صغير جداً يمتطون قطرات الامطار وبلورات الثلوج، ويباركون الصنعة الإلهية مهللين لرحمتها الواسعة بلسانهم الخاص، وقسم منهم يمتطون ظهور الكواكب السيارة فيسيحون في فضاء الكون معلنين للعالم أجمع عبوديتهم بالتكبير والتهليل امام عظمة الربوبية وعزتها وجلالها(1).
نعم، ان اتفاق كل الكتب السماوية، وجميع الاديان، منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام على وجود الملائكة وعلى عبوديتهم، وان ما روي من الروايات الكثيرة المتواترة من التحدث مع الملائكة والمحاورة معهم خلال جميع العصور، اثبت اثباتاً قاطعاً وجود الملائكة وعلاقتهم معنا، بدرجة ثبوت وجود الناس الذين لم نرهم في امريكا..
والآن انظر بنور الايمان الى هذه الثمرة الكلية الثانية وذقها لترى كيف أنها ابهجت الكائنات من أولها الى آخرها وعمرّتها وزيّنتها

(1) روى ابو داود بسند صحيح ان النبي y قال: اُذن لي ان اتحدث عن ملَك من حملة العرش رجلاه في الارض السفلى وعلى قرنه العرش، ومن شحمة اذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت. - المترجم.

لايوجد صوت