ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 369
(270-373)

الكسب الجزئي. ولما كانت تلك الشرور ناشئة من العدم فان اولئك الاشرار يعدّون هم الفاعلين الحقيقيين لها؛ فان كانوا من ذوي الشعور استحقوا ان يذوقوا وبال امرهم. وهذا يعني؛ ان اولئك الاشرار الفاسدين هم فاعلون للسيئات. اما في الحسنات والخير والاعمال الصالحة فلانها وجودية، فان الاخيار ليسوا هم الفاعلين الحقيقيين لها، وانما هم اهلٌ لكي تجري الحسنات على ايديهم فيقبلوا الكرم الإلهي. وما إثابتهم على اعمالهم الاّ كرم وفيض إلهي محض. والقرآن الكريم يوضح هذا بأمره:
﴿ما أصابَكَ مِنْ حَسَنةٍ فَمِنَ الله وما أصابَكَ مِنْ سَيّئةٍ فَمِنْ نَفسِكَ﴾(النساء:79)
ومجمل القول:
ان عوالم الوجود وعوالم العدم غير المحدودتين عندما تتصادمان معاً، وعندما تثمران الجنة والنار، وعندما تقول جميع عوالم الوجود: (الحمد لله، الحمد لله) وتردد جميع عوالم العدم: (سبحان الله، سبحان الله) وحتى عندما تتصارع الملائكة مع الشياطين، والخيرات مع الشرور، بل حتى عندما يدور الجدال حول القلب بين الالهام والوسوسة.. عندما يحدث كل هذا بقانون المبارزة المحيط، تتجلى ثمرة من ثمار الايمان بالملائكة فتحسم القضية وتحل المشكلة، منورةً الكائنات المظلمة مبدية لنا نوراً من أنوار: ﴿الله نور السموات والارض﴾ فتذيقنا من حلاوتها.. ما احلاها! وما ألذها!!.
هذا وان كلاً من الكلمة (الرابعة والعشرين)، (والكلمة التاسعة والعشرين) قد اشارتا الى ثمرة كلية اخرى واثبتتا اثباتاً ساطعاً وجود الملائكة ووظائفهم.
نعم ان ربوبية جليلة رحيمة واسعة التي عرّفت نفسها وحببتها، بما بثت من كل شئ في جنبات الكون سواء أكان كلياً ام جزئياً، يجب ان يقابَل ذلك الجلال، وتلك الرحمة، وذلك التعرّف والتحبب بعبودية

لايوجد صوت