ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 397
(396-458)

وطمأنينة مع نسيان هموم الدنيا، اذا بهذه الحادثة الرهيبة التي لاتطاق، تحل بنا، والتي لم تخطر على بال، فاشهدها شهود عيان انها محض العناية الالهية لي، ولرسائل النور، ولكم، ولشهر رمضاننا ولإخوتنا.
وفيما يخصني من فوائدها الكثيرة اذكر بضع فوائد منها فقط:
اولاها:
انها دفعتني الى السعي المتواصل في شهر رمضان بانفعال شديد وجدية صارمة والتجاء قوي وتضرع رقيق، متغلباً على المرض.
ثانيتها:
ان الرغبة كانت شديدة في لقاء كل منكم وقريباً منكم في هذه السنة ايضاً، فقد كنت ارضى بهذه المعاناة والمشقات التي اتحملها ازاء لقاء واحد منكم والمجئ الى (اسبارطة).
ثالثتها:
ان جميع الحالات المؤلمة تتبدل فجأة ودفعة، سواء في (قسطموني) أو في الطريق أو هنا وبصورة غير معتادة وبخلاف رغبتي وتوقعي، بحيث تشاهد ان يد عناية ربانية وراء الاحداث، حتى تجعلنا ننطق بـ: (الخير فيما اختاره الله) وتستقرئ رسائل النور - التي افكر فيها دوماً - حتى الغارقين في الغفلة المتسنمين وظائف دنيوية مرموقة فاتحة ميادين عمل جديدة في ساحات اخرى.
انه ازاء آلام كلٍ منكم وحسراته، المتجمعة عليّ والتي تمسّ عطفي ورقتي اليكم كثيراً، فضلاً عن آلامي، و وقوع هذه المصيبة في شهر رمضان المبارك الذي كل ساعة منه في حكم مائة ساعة، يجعل كل ساعة من تلك الاثوبة المائة بمثابة عشر ساعات من العبادة، حتى يبلغها الالف ساعة من العبادة.

لايوجد صوت