اقول، وسأقوله في المحافل االرسمية: لو عاقبني مسؤولو الدولة في (اسبارطة) وبرّأتني ولاية اخرى لفضلت هذه المدينة ايضاً.
نعم، اننى من اسبارطة بثلاث جهات رغم اني لا استطيع الاثبات تاريخياً، ولكن لى القناعة بأن أصل (سعيد) المولود في ناحية (اسباريت)(1) قد رحل من هنا.
وكذا فان ولاية اسبارطة قد وهبت لى من الاخوة الصادقين ما يجعلنى لا اضحى لأجل كل منهم بـ(عبد المجيد) وبـ(عبد الرحمن) بل اضحي بسعيد وبكل امتنان ورضى.
انني اعتقد انه ليس هناك على الكرة الارضية - حالياً - من يعاني من الضيق قلباً وروحاً وفكراً اقل من طلاب النور، لأن قلوبهم وارواحهم وعقولهم لا تعاني الضيق بفضل انوار الايمان التحقيقي. اما المصاعب المادية والمشقات الدنيوية فهم يقابلونها بصدور ملؤها الشكر والصبر لما تعلّموه من رسائل النور انها عابرة تافهة، حاملة للثواب ووسيلة لانفتاح مجال عمل لخدمة الايمان وتوسعها.. فهم يثبتون باحوالهم ان الايمان التحقيقي هو مبعث السعادة حتى في دار الدنيا.
نعم، انهم يسعون بجد لتحويل هذه المشقات الفانية الى رحمات باقية، قائلين:
لنر المولى ماذا يفعل، انما يفعله هو الاجمل.
نسأل الله الرحمن الرحيم ان يكثر من امثال اولئك ويجعلهم مدارشرف هذه البلاد واعتزازها وسعادتها ويرزقهم السعادة الابدية في جنة الفردوس. آمين.
سعيد النورسي
* * *
(1) ناحية تقع بقربها قرية (نورس) حيث مسقط رأس الاستاذ النورسى.- المترجم