اخوتي الاعزاء الصادقين!
ان نزول هذا القضاء الإلهي بنا - من زاوية عدالة القدر - ناشئ من ميل عدد من طلاب النور الجدد الى كسب امور دنيوية ايضاً برسائل النور، مما لاينسجم مع سر الاخلاص؛ لذا وجدوا انفسهم امام نفعيين دنيويين، منافسين لهم.
ان الحصول على رسالة كُتب اصلها قبل خمس وعشرين سنة (اي الشعاع الخامس) في مكان بعيد، والتي لم احصل عليها الاّ مرة أو مرتين خلال ثماني سنوات، وضُيّعت في الوقت نفسه دفع اشباه العلماء الى تقلّد طور المنافس، فبثوا الاوهام والشكوك في صفوف دوائر العدل.
وفي الوقت نفسه فقد انعكس خبر طبع رسالة (الآية الكبرى) بالحروف الجديدة مع عدم موافقتي، بدلاً من رسالة (مفتاح الايمان)(1) التي كنت ارغب في طبعها، ووصول نسخٍ منها الى هنا، انعكس - هذا الخبر - على الدوائر الحكومية، فالتبست عليهم احدى المسألتين بالاخرى.
فكأن (الشعاع الخامس) قد طبع، خلافاً للقوانين المدنية، مما استهول ذلك ارباب الاغراض الشخصية واستعظموه جاعلين من الحبة مائة قبة. حتى زجّونا ظلماً وعدواناً في هذا المعتكف.
اما القدر الإلهي فقد ساقنا الى هنا لنكسب به منافع. فلقد اكسبنا ثواباً عظيماً اكثر مما كان يغنمه الزهاد المنزوون في معتكفاتهم الاختيارية. ودعانا القدر الإلهي الى المدرسة اليوسفية مرة اخرى ليعلّمنا درس الاخلاص تعليماً تاماً وليقوّم علاقاتنا واواصرنا مع الدنيا التي هي تافهة حقاً.
اننا نقول ازاء شكوك اهل الدنيا واوهامهم:
(1) كتيب يضم مستلات من كليات رسائل النور.- المترجم.