الاخروي الرفيع، باستنساخه للحزب القرآني(1) والحزب النوري(2)، لقد ابكتني حالته بكاءً ممزوجاً بسرور عميق.
فلقد جلب الشعاع السابع (الآية الكبرى) الانظار اليها، اذ المصادرة الحالية الموقتة تنطوي على حكمة تهيئة مجالات وفتوحات لائقة بها في المستقبل. فنحن نأمل من رحمته تعالى الاّ يضيع خدمات ومصاريف اخينا المذكور ورفقائه بل يجعلها ساطعة منورة. ان الذي يدخلكم جميعاً ضمن ادعيته الواردة بصيغة المتكلم مع الغير، امثال: اجرنا وارحمنا واحفظنا، دون استثناء احد منكم، ويسعى على وفق دستورنا (الاشتراك المعنوى) الذى هو بمثابة اجساد كثيرة وروح واحدة، ويتألم اكثر من آلامكم ومقاساتكم، وينتظر الهمة والعون والثبات والمتانة والشفاعة من شخصكم المعنوي هو:
اخوكم
سعيد النورسي
* * *
اخي العزيز الصادق السيد رأفت!
ان اسئلتكم المتسمة بالعلم، قد اصبحت مفاتيح لحقائق جليلة من مجموعة (المكتوبات) لكليات رسائل النور، لذا لا اقف غير مكترث باسئلتكم. فالجواب المختصر لهذا السؤال هو:
لما كان القرآن الكريم خطبة ازلية، يخاطب طبقات البشر كافة وطوائف اصحاب العبادة كافة، فلا بد ان يكون له من معانٍ متعددة على وفق مداركهم، وان يتضمن معناه الكلي مراتب كثيرة. وقد يفضل بعض المفسرين المعنى الاعم فحسب، أو المعنى الصريح
(1) الحزب القرآني: عبارة عن مجموعة آيات مختارة من سور القرآن الكريم والتى تعمق الايمان وتخص التفكر الايماني فى الكون. المترجم.
(2) الحزب النورى: عبارة عن خلاصة تأملات فكرية، كتبها الاستاذ النورسى باللغة العربية وسينشر باذن الله مع (الملاحق). المترجم.