اخوتي الاعزاء الميامين!
سلام وافر كثير.. لقد كنا في مدينتنا سابقاً نقرأ سورة (الاخلاص) الف مرة يوم عرفة، ولكني الآن استطيع قراءتها خمسمائة مرة قبل يوم عرفة بيوم وخمسمائة مرة يوم عرفة. فمن يستطع منكم ان يقرأها كلها مرة واحدة فليفعل. وعلى الرغم من انني لا التقي معكم ولا بواحد منكم ولكنني في اغلب الاوقات استطيع رؤية كل منكم والتقيه لقاءً خاصاً ضمن الدعاء واحياناً بإسمه.
* * *
اخوتي الاعزاء!
لقد تألمت في اذكار صلاة الفجر اليوم على حال (الحافظ توفيق)(1)، اذ خطر لي انه يعاني للمرة الثانية المشاق والعنت. ولكن خطر بالبال فجأة: هنّئه! انه كان يرغب في ان يسحب نفسه قليلاً عن المقام العظيم لرسائل النور ويتخلف عن كسب حظها العظيم لأجل حذر لانفع فيه. بيد ان قدسية عمله وعظمته، وفّقته ايضاً لإغتنام تلك الحصة العظيمة وذلك الثواب الجزيل. نعم، ينبغي عدم التخلف عن مثل هذا الشرف المعنوي الرفيع لأجل تعب قليل وضيق عابر.
نعم يا اخوتي! لما كان كل شئ عابراً زائلاً، إن كان لذة ومتعة، تذهب دون جدوى وتخلف حسرة وأسفاً. بينما يدع فوائد جليلة دنيوية واخروية إن كان تعباً وضيقاً، من حيث زاوية نظر الخدمة المقدسة. حيث تنطوى على فوائد لذيذة حلوة تزيل تلك المشقات. فانى اطمئنكم باننى راضٍ عن حالي واتحلى بالصبر الجميل والشكر الكامل على الرغم من انني اكبركم سناً - سوى واحد منكم - واكثركم معاناة
(1) الحافظ توفيق: (1887 - 1965م) من اوائل طلاب النور وكتابها، لقب بالحافظ لحفظه القرآن الكريم وبالشامي لطول بقائه بالشام بصحبة والده الذى كان ضابطاً هناك، وهو المشهود له بالصلاح والعلم والتقوى، لازم الاستاذ فى بارلا وفي سجون اسكى شهر ودنيزلي. تغمده الله برحمته. المترجم.