ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 405
(396-458)

ومشقات . وما الشكر على المصيبة الاّ لأجل الثواب الذي فيها، ولفوائدها الاخروية والدنيوية.
* * *
اخوتي الاعزاء!
ان موانع كانت تحول دون اتمام مسائل رسالة ( الثمرة). احدها البرد الشديد، والآخر: اندهاش الماسونيين من قوتها. ولكن بزوال تلك الموانع سيُباشر بها باذن الله. انني افكر جانبَ القدر الالهي في هذه المصيبة التي حلت بنا ، فاجد مصاعبي تتلاشى وتتحول الى رحمة إلهية.
نعم! كما هو موضح في (رساله القدر) ان في كل حادثة سببين اثنين:
الاول : سبب ظاهري، يحكم الناس على وفقه، وكثيراً ما يظلمون.
والآخر: سبب حقيقي،يقضي القدر الالهي على وفقه، فيعدل - تحت ظلم البشر- في الحادثة نفسها.
مثال ذلك : يلقى احد الاشخاص في السجن بتهمة سرقة لم يرتكبها. ولكن يقضي القدر الإلهي عليه بسجنه لجناية له خفية، فيعدل من خلال ظلم البشر نفسه.
ففي قضيتنا هذه، والامتحان العسير الذي دخلنا فيه لاجل تمييز الالماس من قطع زجاجية تافهة، وفرز الصدّيقين الفدائيين من المترددين المرتابين، وتمحيص الخالصين المخلصين ممن لايدعون انانيتهم ومصالحهم الشخصية.. هذا الامتحان العسير الذي دخلناه ينطوي على سببين:
الأول: خدمة الدين خدمة فائقة، من خلال تساند وترابط واخلاص قوي ، حتى أثار حفيظة اهل الدنيا والسياسة، وقد نظر البشر الى هذا السبب فظلمَنا.

لايوجد صوت