ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 406
(396-458)

الثاني: لمّا لم يبين كل منا اخلاصاً تاماً، ولا أظهر تسانداً كاملاً ولا اهلية تستحقها الخدمة المقدسة، نظر القدر الإلهي الى هذا السبب، وعدل في حقنا.
فهذا القدر الإلهي هو رحمة إلهية بحقنا في عين العدالة نفسها. اذ جمع في مجلس واحد اخوة مشتاق بعضهم الى بعض وبدّل المصاعب الى عبادات، وحوّل الاموال الضائعة الى صدقات، واستقطب الانظار الى الرسائل المستنسخة. وافهمنا ان اموال الدنيا واولادها، وراحة الانسان فيها امور مؤقتة زائلة، وانه سيدعها حتماً تمضي الى التراب، فلا داعي لان يفسد آخرته لاجلها، بل ليتعود على الصبر والتحمل، وان يكون قدوة حسنة ورائداً بطلاً بل اماماً لاخوانه في المستقبل.. وما شابهها من النواحي الاخرى التي كلها رحمة إلهية محضة.
بيد ان هناك جهة واحدة فقط تشغل فكري وهي:
ان القلب والروح سينشغلان بجروح ما المّ بنا من مصاعب ومضايقات في حياتنا التي دخلناها والتي هي بحكم الضرورة، مثلما يترك العقل والقلب والعين وظائفها المهمة اذا ما جرح اصبع من الانسان، فتنشغل تلك الجوارح بذلك الجرح.
حتى ان تلك الحالة ساقتني فكراً الى مجلس الماسونيين مع انه كان من الضروري نسيان الدنيا في ذلك الوقت. واشغلت فكرى بانزال صفعات التأديب بهم. وقد وجدت السلوان في احتمال ان يقبل سبحانه وتعالى هذه الحالة، حالة الغفلة، نوعاً من جهاد فكري.
لقد تسلمت سلام الاخ (علي كول) شقيق (الحافظ محمد) المعلم القدير لرسائل النور.
وانا بدوري ارسل الف سلام ودعاء اليه والى جميع اخوته، والى جميع اهالي قرية (ساو)(1) احياءً وامواتاً.
* * *

لايوجد صوت