ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 398
(396-458)

ثم ان الذىن درسوا رسائل النور من امثالكم المخلصين وفهموها حق الفهم، وادركوا ان الدنيا فانية عابرة، وانها ليست الاّ متجر موقت، والذين ضحّوا بكل ما يملكون في سبيل ايمانهم وآخرتهم، واعتقدوا ان المشقات الزائلة التي يعانونها في هذه المدرسة اليوسفية لذائذ دائمة وفوائد خالدة، قد بدّلت - هذه الفوائد - التألم لحالكم والبكاء عليكم النابع من العطف الشديد، الى حالة تهنئة وتقدير لثباتكم، فقلت بدوري: الحمدلله على كل حال سوى الكفر والضلال.
فأمثال هذه الفوائد التي تخصني، هناك فوائد تخصكم، وتخص اخوتنا، وتخص رسائل النور، وشهرنا المبارك، شهر رمضان، بحيث لو رفع الحجاب، لحملتكم تلك الفوائد على القول: (يارب لك الحمد والشكر، حقاً ان هذا البلاء النازل بنا عناية بحقنا). وانا مطمئن من هذا ومقتنع به.
لاتعاتبوا - يا اخوتي - الذين اصبحوا السبب في وقوع الحادثة. ان هذه الخطة الرهيبة الواسعة قد حيكت منذ مدة مديدة، الاّ انها جاءت مخففة معنى وستزول بسرعة بإذن الله فلا تتألموا بل استرشدوا بالآية الكريمة:
﴿وَعَسَى أنْ تََكْرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ﴾(البقرة: 216).
سعيد النورسي
* * *

اخوتي الاعزاء!
انني محظوظ جداً لوجودي بقربكم، واخاطب احياناً خيالكم فأجد السلوان. اعلموا انه لو كان من المستطاع لتحملت جميع مشاقكم وضيقكم، وبكل فخر وسرور.
فانا احب لأجلكم (اسبارطة) وحواليها بترابها وحجرها، حتى انني

لايوجد صوت