ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 446
(396-458)

والاضطراب، وعدم اليأس، واسناد كل منا الآخر وامداد روحه المعنوية، وعدم الخوف، واستقبال هذه المصيبة بالتوكل، وعدم الاكتراث باقوال الصحف التي يطلقونها جزافاً ويستهولون كل حبة صغيرة، بل علينا استصغار ما استعظموه من امور.
إخوتى ! انه لا اهمية لهذه الحياة الدنيوية، وبخاصة في هذا الزمان وتحت هذه الظروف والضغوط. نعم، لنستقبل بالرضى كل ما يصيبنا.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الصادقين!
لقد وجد بضعة من اخواننا سلواناً جميلاً يسلون به انفسهم. وهو على هذه الصورة. فهم يقولون:
(ان قسماً من اخواننا الحديثي العهد بالسجن، يتحملون هذه المصيبة ويصبرون عليها بضع سنين بل عشر سنين من جراء عمل غير مشروع اقترفوه في ساعة أو ساعتين. بل يقول بعضهم: حمداً لله لقد نجونا من آثام اخرى. فلٍمَ نشكو اذن من ضيق وعنت خيّر، من جراء عمل مشروع جداً وخدمة ايمانية بوساطة رسائل النور، يستغرق بضعة اشهر؟)
وانا بدوري اقول لهم:الف الف بارك الله فيكم.
نعم ان مقاساة المرء خمسة او عشرة شهور من المشاق بنية انقاذ ايمانه وايمان غيره لخمس او عشر سنوات، انما هو مبعث شكر وافتخار واعتزاز في سبيل خدمة حلوة خيّرة سامية وعبادة فكرية رفيعة.
ولقد ورد في حديث شربف (لئن يهدىَ الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم)(1) فتأملوا في عدد الذين ينقذون - أو سينقذون - ايمانهم من

(1) جزء من حديث صحيح، اخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة خيبر، وفى الجهاد: باب دعاء النبىy الى الاسلام والنبوة، وباب فضل من اسلم على يديه رجل، وفى فضائل اصحاب النبى y: باب مناقب على بن ابي طالب. واخرجه احمد 5/333 ومسلم برقم 2406.

لايوجد صوت