ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 443
(396-458)

اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لقد أخطر الى قلبي ان ابين لكم حقيقة لئلا يتهم بعضكم بعضاً بالانانية وعدم الوفاء.

لقد رأيت - يوماً - من ولي عظيم قد ترك الانانية وانمحت نفسه الامارة، رأيت منه انه يشكو بشدة من النفس الامارة. فحرت في الامر. ثم عرفت يقيناً انه لأجل إدامة المجاهدة المثاب عليها الى نهاية العمر تتحوّل اعتدة النفس الامارة بموتها الى العروق والمشاعر.
وهكذا يشكو اولئك الاولياء العظام من هذا العدو الثاني الوارث للنفس الامارة.
فضلاً عن ان القيمة والمقام والمزية المعنوية لا تتوجه الى هذه الدنيا كي تُشعر بنفسها. بل ان بعضاً ممن هم في اعلى المقامات، يعدّون انفسهم اكثر الناس ضعفاً وعجزاً وافلاساً لانهم لا يستشعرون احساناً الهياً اُنعم عليهم. مما يدل على ان الكشف والكرامة والاذواق والانوار التي تعتبر في نظر العوام مدار الكمالات لا تكون قطعاً محكاً ولامداراً لتلك المقامات والقيمة المعنوية. وممايثبت هذه الحقيقة انه بينما ساعة واحدة من حياة صحابي كريم تعادل يوماً من حياة ولي بل اياماً من معاناته واعتكافه، لا تبدو في كل صحابي تلك الحالات الخارقة المعنوية والكشف كما هو لدى الاولياء.
وهكذا فيا اخوتي!
تأملوا جيداً وراقبوا انفسكم لئلا تخدعكم نفوسكم الامارة بالسوء من زاوية قياس الآخرين بالنفس، ومن حيث سوء الظن بالآخرين، ولا تساوركم الشبهة في ان رسائل النور لاتربّي طلابها.

* * *

لايوجد صوت