اخوتي الاعزاء الميامين الاوفياء!
ان سبب عدم محاورتي معكم منذ بضعة ايام هو ما انتابني من مرض شديد مسمّم لم أر مثله لحد الان.
فأنا اشكر الله عز وجل باسم رسائل النور الى آخر رمق من حياتي، وافتخر باخوتي الثابتين الاقوياء العاملين الذين لا يتزعزعون ضمن دائرة (النور)(1) ودائرة (الورد)(2)، مع الاوفياء المضحين في (قسطموني). وأجد السلوان التام والمرتكز القوي معهم ازاء جميع ما يصبّه الظلمة علينا من عذاب. وحتى لو متّ الآن لاستقبلت الأجل بصدر رحب وقلب بهيج، ما داموا موجودين.
ان اهل الدنيا تساورهم شكوك واوهام لا اساس لها اصلاً، وكأنني اتحداهم وابارزهم في الميدان، لذا ألقوني في غياهب السجن. بينما القدر الإلهي ألقاني في السجن، لأنني لم ادعُهم الى الخير ولم احاول اصلاحهم.
ولئن لبثت في السجن مع بضع من أحبتي فحسب، لطالبت السلطات في (آنقرة) باجراء محاكمة علنية تهم العالم الاسلامي. وسنرسل ان شاء الله نسخاً عدة من رسالة (الثمرة) واجزاء من (الدفاع) بالحروف الجديدة، الى المراجع العليا المهمة.
* * *
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
(1) دائرة النور: المقصود مجموعة من طلاب النور فى قرية (اسلام كوي) وفى مقدمتهم الحافظ على. المترجم.
(2) دائرة الورد: المقصود مجموعة من طلاب النور فى(اسبارطة) وفى مقدمتهم خسرو.- المترجم.