ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 496
(459-713)

ولترتعد فرائصكم، انكم تحكمون على انفسكم بالاعدام الابدى وبالسجن الانفرادى الدائم. وان انتقامنا يؤخذ منكم اضعافاً مضاعفة، فها نحن اولاء نرى ذلك ونشفق عليكم. ولاشك ان حقيقة الموت التى ظلت تفرغ هذه المدنية مائة مرة الى المقابر، لابد ان تكون لها غاية ومطلب فوق غاية العيش والحياة. وان محاولة الخلاص من براثن ذلك الاعدام الابدى هى قضية فى مقدمة القضايا الانسانية ، بل هى من اهم الضروريات البشرية واشدها إلحاحاً.
فما دامت هذه هى الحقيقة، أفليس من دواعى العجب والغرابة ان يتهم نفر من الناس طلاب رسائل النور - الذين اهتدوا الى ذلك السر وعثروا على تلك الحقيقة - ويلصقوا اتهامات باطلة برسائل النور التى اثبتت تلك الحقيقة نفسها بالاف الحجج والبراهين؟ ان كل من له مسكة من عقل - بل حتى لو كان مجنوناً - يدرك تمام الادراك بان اولئك النفر باتهاماتهم تلك انما يضعون انفسهم موضع الاتهام امام الحقيقة والعدالة.
ان هناك ثلاث مواد توهم بوجود جمعية سياسية لا علاقة لنا بها اصلاً، هى التى خدعت هؤلاء الظلمة.
اولاها: العلاقة الوطيدة التى تربط طلابى منذ السابق، قد اوحت لهم وجود جمعية.
الثانية: ان بعضاً من طلاب رسائل النور يعملون باسلوب جماعى كما هو لدى الجماعات الاسلامية الموجودة فى كل مكان والتى تسمح بها قوانين الجمهورية ولاتتعرض لها؛ لذا ظن البعض فيهم انهم جمعية، والحال ان نية اولئك الافراد القليلين ليس تشكيل جمعية او ماشابهها، بل هى اخوة خالصة وترابط وثيق اخروي بحت.
الثالثة: ان اولئك الظلمة يعرفون انفسهم انهم قد غرقوا فى عبادة الدنيا وضلوا ضلالاً بعيداً ووجدوا بعض قوانين الحكومة منسجمة معهم، لذا يقولون مايدور فى ذهنهم: ان سعيداً ورفقاءه معارضون لنا ولقوانين الحكومة التي تساير اهواءنا، فهم اذن جمعية سياسية.

لايوجد صوت