سنوات بعد البراءة، وعاش غريباً. حتى ان بابه كان يغلق من الداخل والخارج معاً ولايقبل احداً من الناس لمقابلته الاّ للضرورة القصوى، والذى تخلى حتى عن التأليف الذى كان مستمراً عليه طوال عشرين سنة، يأتى المتحرون ويكسرون قفل الباب ويداهمون غرفته اجراءاً لسياسة دنيوية!.
الثالث:
انه كما قال فى المحكمة: ان من لم يهتم باخبار الحرب العالمية - بشهادة سبعين شاهداً - ولم يستفسر عنها، ومازال مستمراً على حاله ولم يقرأ اية صحيفة كانت منذ خمس وعشرين سنة ولم يستمع اليها والذى قال:
(اعوذ بالله من الشيطان والسياسة) منذ ثلاثين سنة، ونفر من السياسة بكل مالديه من قوة، وقاسى ما قاسى من العذاب طوال اثنين وعشرين عاماً.. ولم يراجع ولولمرة واحدة الدوائر الحكومية - لضمان راحته - دفعاً لجلب الانظار اليه حيث انه لا يتدخل بالامور السياسية.. فعلى الرغم من كل هذا أيوافق القانون مداهمة منزله ومعتكفه وكأنه يدير المؤامرات السياسية وشد الخناق عليه بما لم ير مثله؟.. ان من يملك وجداناً ولو بمثقال ذرة يتألم على هذا الوضع.
الرابع:
بعد تدقيق دام ستة أشهر في محكمة (اسكي شهر) تمت تبرئة رسائل النور من تهم محاولة تشكيل جمعية سياسية او تأسيس طريقة صوفية. ومع ان الرئيس الكبير(1) حرض بعض افراد وزارة العدل وموظفيها مدفوعاً الى ذلك باوهامه وبحقده الشخصي، الا ان رسائل النور بُرئت من تهمة تشكيل اية جمعية واية طريقة صوفية، هذا ماعدا رسالة (الحجاب) (التي تعد جزءاً صغيراً فقط من رسائل