لما كانت (الشفقة) دستور حياتي منذ ثلاثين سنة، واساس مسلكى ومسلك رسائل النور، فانني لا اتجنب التعرض للمجرمين الذين ظلموني وحدهم بل لا استطيع حتى مقابلتهم بالدعاء عليهم، وذلك لكي لا اتسبب في الحاق الضرر باي شخص برئ. بل ان هذه الشفقة هي التي منعتني من ان اتعرض - او حتى ان ادعو - على بعض الفساق بل الظالمين اللادينيين الذين اندفعوا بحقد شديد في ظلمي، ذلك لكي لا اتسبب في ضرر مادي يلحق بالشيوخ والعجائز المساكين من امثال والد ذلك الظالم او والدته، او في الاضرار بأنفس بريئة مثل اولاده. لذا فمن اجل اربع او خمس من الانفس البريئة لا استطيع التعرض لذلك الظالم الغدّار، بل اعفو عنهم أحياناً .
وهكذا فبسرّ هذه الشفقة لا اكتفي قطعاً بعدم التعرض للحكومة وللأمن فقط، بل اوصي جميع اصدقائي بذلك الى درجة ان بعض رجال الأمن المنصفين في ولايات ثلاث قد اعترفوا ان (طلاب رسائل النور) هم رجال أمن معنويون، لانهم يحافظون على الامن وعلى النظام. وهذه حقيقة يشهد عليها آلاف الشهود، ويصدقها فترة حياة تمتد عشرين سنة ومع طلاب يبلغ عددهم الالاف، لم يسجل رجال الامن اية حادثة منهم تمس الأمن. ومع وجود كل هذه البراهين فقد اقتحموا بيت هذا الضعيف وكأنه رجل ثورة ورجل مؤامرة وعاملوه دون انصاف من قبل هؤلاء الاشخاص الغلاظ وكانه سفاح ارتكب مائة جريمة (مع انهم لم يجدوا شيئاً في منزله) وقاموا بمصادرة نسخة نادرة من القرآن المعجز واللوحات الموجودة فوق رأسه وكانها اوراق ضارة.
ترى ايّ قانون يجيز مثل هذه التصرفات ضد آلاف الاشخاص المتدينين الذين حافظوا على الأمن بحُسن خلقهم؟ واية مصلحة في تحريض هؤلاء ودفعهم بالقوة للوقوف ضد الامن والنظام؟
السادس: