بفضل من الله تعالى انني رجل عرف من فيض القرآن منذ ثلاثين سنة كيف ان الشهرة المؤقتة والفانية للدنيا وجاهها المتسم بالانانية والأثرة، وعبادة الشهرة والصيت فيها، أمر لا فائدة ولاخير منه ولا معنى له، فألف حمد وشكر لله، لذا فقد حاول منذ ذلك الحين وبكل جهده الصراع مع نفسه الامارة، ومع ان اصدقاءه والذين خدموه يعلمون علم اليقين ويشهدون بأنه قام بكل ما في وسعه لكسر شوكة نفسه والتخلص من انانيته وتجنب النفاق والتصنع، وقد حاول منذ عشرين سنة معارضة كل الذين اثنوا عليه ومدحوه وتوجهوا نحو شخصه مدفوعين بحسن الظن الذي تهش له نفس كل انسان، وخالف كل الذين رأوه أهلاً لمقامات معنوية، بل فرّ منهم بكل ما يملك من قوة، وردّ حسن الظن المفرط الذي يحمله اصدقاؤه القريبون اليه وخلاّنه الخاصون الى درجة انه آلمهم وجرح شعورهم، وفي رسائله الجوابية لم يقبل أبداً مديحهم وحسن ظنهم الزائد عن الحد في حقه، إذ نسب كل الفضيلة الى رسائل النور التي هي عبارة عن تفسير للقرآن الكريم ولم ينسبها لنفسه بل حرمها من الفضائل ووجه طلاب رسائل النور للتعلق بالشخصية المعنوية لرسائل النور وَعدّ نفسه مجرد خادم عادي للقرآن الكريم، وهذا يثبت اثباتاً قاطعاً بانه لم يسع ابداً لإبراز شخصه وتحبيب نفسه بل رد ذلك.
ومع ذلك فهل هناك قانون يسمح بتحميل اية مسؤولية عليه ويسمح بالهجوم على دار هذا الشخص الغريب والمريض والمنزوي في غرفته والمتقدم جداً بالعمر والذي لا حول له ولاقوة، والقيام بكسر قفل داره ودخول موظفي التفتيش الى غرفته وكأنه مجرم عتيد، وذلك لمجرد ان بعض اصدقائه البعيدين عنه مدحوه خلافاً لرغبته واثنوا عليه ثناءً يزيد عن حقه ورأوه اهلاً لمقام معنوي لما يحملونه من حسن ظن مفرط، ثم لقيام واعظ لايعرفه في مدينة (كوتاهية) بالتفوه ببعض الكلمات في حقه؟ !.
ومع انني لم ارسل اية رسالة الى تلك المدينة، الا انه تمت كتابة رسالة وضع عليها توقيع مزور لي، مما دعا الى توهم مسؤوليتي