ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 576
(459-713)

القائد، فالذى لم يحفل بتهديد القائد الانكليزي باعدامه ولم يهرب الى انقرة مع ان حكومة انقرة(3) استدعته تقديراً منهم لنضاله، وفي روسيا لم يحفل بقرار الاعدام الذي اصدره القائد الروسي، واستطاع في حوادث 31 مارت بخطبة واحدة تهدئة ثماني كتائب هائجة من الجيش وجلبها الى الطاعة. وعندما قال له باشوات المحكمة العسكرية العرفية(1): (انت ايضاً رجعي فقد طالبت بحكم الشريعة) لم يحفل بتهديدهم ادنى احتفاء بل اجابهم: (اذا كانت المشروطية عندكم تعني استبداد فئة معينة فليشهد الثقلان انني رجعي، وانا مستعد للتضحية بروحي في سبيل مسألة واحدة فقط من مسائل الشريعة) مما أذهل الضباط الكبار. وبينما كان يتوقع حكم الاعدام اصدروا قرارهم بتبرئته وتخلية سبيله. ولم يشكرهم على قرارهم هذا، بل هتف وهو في طريقه للخروج (لتعش جهنم للظالمين) . وفي ديوان الرئاسة في انقرة -كما ادرج في قرار لمحكمة افيون - عندما قال له مصطفى كمال في غضب:
(لقد دعوناك هنا لكي نستأنس بارائك السديدة، فاذا بك تكتب اموراً حول الصلاة فبذرت الخلاف فيما بيننا) (2) فأجابه امام ما يقرب من خمسين نائباً:
(ان اكبر مسألة بعد مسألة الايمان هي الصلاة. ومن لايصلي يعدّ

(3) كانت هناك آنذاك حكومتان: حكومة الخلافة في استانبول واقعة تحت سيطرة واحتلال دول الحلفاء (وعلى رأسها انكلترة) وحكومة وطنية في انقرة (على رأسها مصطفى كمال)، ولم يكن مصطفى كمال قد أسفر عن وجهه الحقيقي المعادي للاسلام آنذاك. (المترجم).
(1) وهي المحكمة العسكرية العرفية التي عقدت برئاسة خورشيد باشا المعروف بقسوته، والتي انعقدت بعد حوادث 31مارت المذكورة اعلاه واصدرت قرارات عديدة بالاعدام وكان الاستاذ النورسي ضمن المتهمين المقدمين الى المحكمة - (المترجم).
(2) عندما وصل الاستاذ النورسي الى (انقرة) وجد ان كثيراً من نواب المجلس الوطني لايصلون، فالقى عليهم خطبة بليغة استهلها بقوله: (ايها المبعوثون انكم لمبعوثون ليوم عظيم) وكانت النتيجة ان ستين نائباً عادوا الى الصلاة، وقام المجلس بتوسعة المصلى الموجود في البناية. - (المترجم).

لايوجد صوت