ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 577
(459-713)

خائناً وحكم الخائن مردود) .
فاضطر ذلك القائد الصارم الى كظم غيظه والى اعطاء بعض الترضية له، ثم انه لم يسجل رجال أمن الحكومة في ست ولايات اية حادثة تخل بالامن لطلبة النور مع انهم يعدّون بمئات الالاف سوى حادثة صغيرة تتعلق بقيام احد الطلبة الصغار بدفاع شرعي. ولم يسمع احد ان طالباً من طلاب النور دخل السجن بسبب جرم او جناية، وما دخل السجن الاّ وأصلح المسجونين. ومع ان مئات الالاف من نسخ رسائل النور منتشرة في ارجاء البلد فلم يشاهد احد ضرراً لها، بل لم يجدوا منها سوى النفع طوال ثلاث وعشرين سنة. واصدرت ثلاث محاكم لثلاث حكومات احكامها بالبراءة، كما ان مئات الالاف من الطلبة يشهدون ويصدقون باقوالهم وبافعالهم على قيمة رسائل النور. ثم أيجوز ان يتهم شخص منزوٍ ومنعزل وكبير السن وفقير ويرى نفسه على حافة القبر وترك بكل قوته وقناعته الاشياء الفانية، فلا يهتم باية رتبة دنيوية بل هو في شغل شاغل بما يكفّر عن تقصيراته السابقة وبامور تنفع حياته الخالدة، وهو لشدة شفقته ولرغبته في تجنيب الابرياء والشيوخ اية اضرار تلحق بهم فانه يتجنب الدعاء على ظالميه ومعذبيه.. أيجوز ان يُتهم مثل هذا الشخص ويقال بحقه: ان هذا الشيخ المنزوي يحاول الاخلال بالأمن ويفسد الاستقرار، وغايته هي المؤامرات الدنيوية وهي القصد من اتصالاته ومكاتيبه، لذا فهو مذنب؟. ان من يقول هذا بحقه ويحكمون عليه في ظل ظروف قاسية لاشك انهم مذنبون، ومذنبون جداً، وسيدفعون ثمن هذا في المحكمة الكبرى يوم الحشر.
مثل هذا الرجل الذي هدّأ ثماني كتائب عسكرية واجبرها على الانقياد للنظام بخطبة واحدة واستطاع قبل اربعين سنة بمقالة واحدة ان يجعل الالاف من الناس ينحازون اليه ويكونون انصاره، ولم يحن رأسه امام ثلاثة قواد جبارين - المذكورين سابقاً - ولم يخش منهم ولم يتملق لهم وقال امام المحاكم: ألا فلتعلموا جيداً بانه لو كان لى من

لايوجد صوت